ثعلبٍ، قَالَ ابنُ سِيدَه: لَا أعرفُها عَن غيرِه، وَهِي نادرةٌ غريبةٌ، قَالَ: وأظنُّه رآهُ فِي بيتٍ فحَسِبَ ذَلِك لُغَة، قَالَ: وإنّما هُوَ عِنْدِي على زيادةِ الباءِ، كقولِه: سُودُ المَحاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ وإنّما هُوَ يَقْرَأْنَ السُّوَر، قَتْلاً وتَقْتَالاً نقلهما الجَوْهَرِيّ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: والتَّقْتالُ، القَتْل، وَهُوَ بناءٌ موضوعٌ للتكثير: أماتَه بضَربٍ أَو حجَرٍ أَو سَمٍّ أَو عِلّةٍ، فَهُوَ قاتِلٌ، وذاكَ مَقْتُولٌ، والمَنِيّةُ قاتِلَةٌ، وَأما قولُ الفرزْدَق: قد قَتَلَ اللهُ زِياداً عنِّي عَدَّى قَتَلَ بعَن لأنّ فِيهِ معنى صَرَفَ، وَحكى قُطرُبُ فِي الْأَمر: اِقْتُلْ، بكسرِ الهمزةِ على الشُّذوذ، جاءَ بِهِ على الأَصْل، حكى ذَلِك ابنُ جِنِّي عَنهُ، والنَّحْوِيُّونَ يُنكِرونَ هَذَا كراهِيَةَ ضَمّةٍ بعد كَسرةٍ لَا يَحْجِزُ بَينهمَا إلاّ حرفٌ ضعيفٌ غيرُ حَصينٍ، وَفِي الحَدِيث: فَإِذا قَتَلْتم فَأَحْسِنوا القِتْلَةَ، وَفِي آخَر: أشَدُّ الناسِ عذَابا يومَ القيامةِ مَن قَتَلَ نَبِيَّاً، أَو قَتَلَه نبيٌّ، أرادَ من قَتَلَه وَهُوَ كافرٌ، كَقَتْلِه أُبَيَّ بن خلَفٍ يومَ بَدْرٍ، لَا كَمَنْ قَتَلَه تَطْهِيراً لَهُ فِي الحَدِّ كماعِزٍ، كقَتَّلَه تَقْتِيلاً، شُدِّدَ للكَثرة. منَ المَجاز: قَتَلَ الشيءَ خُبْراً وعِلْماً: عَلِمَه عِلْماً تامّاً، قَالَ اللهُ تَعَالَى: وَمَا قتَلوه يَقيناً أَي لم يُحيطوا بِهِ عِلماً، وَقَالَ الفَرّاء: الضميرُ هُنَا للعِلم، كَمَا تَقول: قَتَلْتُه عِلماً، وقَتَلْتُه يَقيناً، للرأي والْحَدِيث، وأمّا فِي قولِه: وَمَا قتَلوه وَمَا صلَبوه فَهُوَ لعيسى عَلَيْهِ السَّلَام، وَقَالَ الزّجّاجُ: الْمَعْنى مَا قتَلوا علمَهم يَقيناً، كَمَا تَقول: أَنا أَقْتُلُ الشيءَ عِلماً، تَأْوِيلُه: أَي أَعْلَمُ عِلماً تامّاً. منَ المَجاز: قَتَلَ الشرابَ: إِذا مَزَجَه بالماءِ، قَالَ حَسّانُ رَضِيَ الله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute