للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كفَرِحَ يَكْسَلُ كَسَلاً، فَهُوَ كَسِلٌ وكَسْلانٌ كفَرِحٍ وَفَرْحانٍ، ج: كسالَى مُثَلّثَةَ الكافِ. قَالَ شيخُنا: الكَسرُ غيرُ معروفٍ فِي السَّماعِ وَلَا الْقيَاس. قلتُ: وَقد اقتصرَ الجَوْهَرِيّ وابنُ سِيدَه على الضمِّ والفتحِ، وأمّا الكسرُ فنقله الصَّاغانِيّ، وَقَالَ: وقرأَ يحيى والنَّخَعِيّ: إلاّ وهُمْ كِسالَى، قَالَ الجَوْهَرِيّ: إِن شِئتَ قلتَ: كَسالِي، بكسرِ اللامِ كَمَا قُلْنَا فِي الصَّحاري، وكَسْلَى، كَقَتْلى، نَقله ابنُ سِيدَه. وَهِي كَسِلَةٌ، كفَرِحَةٍ، على القياسِ، وَكَسْلانَةٌ لغةٌ أسدِيّةٌ وَهِي قليلةٌ، وَكَسْلى كَقَتْلى، قَالَ شيخُنا: وَهَذِه هِيَ اللُّغَة المشهورةُ وَقد أَغْفَلَها المُصَنِّف، قلتُ: وَقد ذَكَرَها ابنُ سِيدَه، وكَسُولٌ ومِكْسالٌ، وهما أَيْضا نعتٌ للجارِيَةِ المُنَعَّمةِ الَّتِي لَا تكادُ تَبْرَحُ من مَجْلِسِها، وَهُوَ مَدحٌ لَهَا مثلُ: نَؤُومِ الضُّحى، قَالَ امرؤُ القَيس:

(وَبَيْتِ عَذارى يَوْمَ دَجْنٍ دَخَلْتُهُ ... يُطِفْنَ بجَمّاءِ المَرافِقِ مِكْسالِ)

وَقد أَكْسَلَه الأمرُ. والكِسْلُ، بالكَسْر، والمِكْسَلُ كمِنبَرٍ وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرابِيّ: وَتَر المِنْفَحَةِ، وَهِي المِنْدَفَةُ إِذا نُزِعَ مِنْهَا، قَالَ: وَأَبْغِ لي مِنْفَحَةً وكِسْلا وَأَكْسَلَ الرجلُ فِي الجِماع: خالَطَها وَلم يُنزِلْ، وَذَلِكَ إِذا لَحِقَه فُتورٌ، وَمَعْنَاهُ صارَ ذَا كَسَلٍ، وَمِنْه الحديثُ: لَيْسَ فِي الإكْسالِ إلاّ الطَّهُورِ، أَي الوُضوء، قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَهَذَا على مَذْهَبِ مَن يرى أَن الغُسْلَ لَا يجبُ إلاّ منَ الإنْزالِ، وَهُوَ مَنْسُوخٌ، وَفِي حديثٍ آخَر: أنّ رجُلاً سَأَلَ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: إنّ أَحَدَنا يُجامِعُ فيُكْسِل، مَعْنَاهُ أنّه يَفْتُرُ ذكَرُه قبلَ الإنزالِ وبعدَ الإيلاجِ، وعليهِ الغُسلُ إِذا فَعَلَ ذَلِك لالتقاءِ الخِتانَيْن.