(و) {المَلَّةُ أَيضاً: الجَمْرُ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ كَعْبٍ: أَنَّه مَرَّ بِهِ رِجْلٌ من جَرادٍ، فأَخَذَ جرادَتينِ} فمَلَّهُما، أَي شَواهُما {بالمَلَّةِ. المَلَّةُ: عَرَقُ الحُمَّى،} كالمُلالِ، بالضَّمِّ. {والمُلَّةُ، بالضَّمِّ: الخِياطَةُ الأُولَى، قبلَ الكَفِّ، وَقد} مَلَّ الثَّوبَ يَمُلُّهُ مَلاًّ. (و) {المِلَّةُ، بالكسْرِ: الشريعَةُ أَو الدِّينُ،} كمِلَّةِ الإسلامِ والنَّصرانِيَّةِ واليَهودِيَّةِ، وَقيل: هِيَ مُعظَمُ الدِّينِ، وجُملَةُ مَا يجيءُ بِهِ الرُّسُلُ، وكلامُ المُصنِّفِ يَشيرُ إِلَى تَرادُفِ الثّلاثَةِ، قَالَ الرّاغِبُ: المِلَّةُ: اسْمٌ لِما شرعَهُ الله تَعَالَى لعِبادِه على لِسانِ أَنبِيائه لِيَتَوَصَّلوا بِهِ إِلَى جِوارِه، والفرقُ بينَها وبينَ الدِّينِ إنَّ المِلَّةَ لَا تُضافُ إلاّ للنَّبِيِّ الَّذِي تستنِدُ إِلَيْهِ، وَلَا تكادُ توجَدُ مُضافَةً إلاّ إِلَى الله تَعَالَى، وَلَا إِلَى آحادِ الأُمَّةِ، وَلَا تَستعمَلُ إلاّ فِي جُملَةِ الشَّرائعِ دونَ آحادِها. {وتَمَلَّلَ،} وامْتَلَّ: دخَلَ فِيهَا، أَي فِي المِلَّةِ، كتَسَنَّنَ واسْتَنَّ، من السُنَّةِ. وَقَالَ أَبو إسحاقَ: المِلَّةُ فِي اللُّغَةِ: السُّنَّةُ والطَّريقَةُ، وَمن هَذَا أَخْذُ المَلَّة، أَي الْموضع الَّذِي يُخْتَبَزُ فِيهِ، لأَنَّهُ يُؤَثَّرُ فِي مَكانِها كَمَا يؤَثَّرُ فِي الطَّريقِ، قالَ: وكلامُ العَرَبِ إِذا تَّفَقَ لفظُه فأَكثَرُهُ مُشْتَقٌّ من بعضٍ. وَفِي الأَساس: ومنَ المَجاز: المِلَّةُ: الطّريقُ المَسلوكَةُ، وَمِنْه: {مِلَّةُ إبراهيمَ عَلَيْهِ السّلامُ خَيْرُ المِلَلِ. قَالَ أَبو الهَيثَم: المِلَّةُ: الدِّيَةُ، والجَمْعُ} مِلَلٌ، وَمِنْه حَدِيث عمرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَنَّه قَالَ: ليسَ على عربِيٍّ مِلَلٌ. وأَنشدَ أَبو الهَيثَمِ: غَنائمُ الفِتيانِ فِي يَوْمِ الوَهَلْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute