(أَفرَحُ أَنْ أُرْزأَ الكِرامَ وأَنْ ... أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً نَبَلَا)
يَقُول: أَأَفْرَحُ بصِغارِ الإِبِلِ وَقد رُزِئْتُ بكِبارِ الكِرامِ، وَقد تقدَّمَ تفصيلُه فِي جزأ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وبعضُهم يَرويه: نُبَلاً، بضَمٍّ ففَتْحٍ، يريدُ جَمعَ نُبْلَةٍ، وَهِي العَطِيَّةُ. النَّبَلُ: الحِجارَةُ الَّتِي يُستَنْجَى بهَا كالنُّبَلِ، كصُرَدٍ، وَمِنْه الحديثُ: اتَّقوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبَلَ، هَكَذَا يرويهِ المُحَدِّثونَ بالتَّحريكِ، قَالَ أَبو عُبيدٍ: وبعضُهُم يَقُول: النُّبَل، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: واحِدها نُبلَة، كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ، والمُحَدِّثونَ يفتحونَ النُّونَ والباءَ، كأَنَّه جَمعُ نَبيلٍ فِي التَّقديرِ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: يُقال: سُمِّيَتْ بذلكَ لِصِغَرِها. ونَبَّلَهُ النَّبَلَ تَنْبيلاً: أَعطاهُ إيّاها يستَنجي بهَا، وَقَالَ الأَصمعيُّ: أُراها هَكَذَا بضَمِّ النُونِ وَفتح الباءِ، يُقالُ: نَبِّلْني أَحْجارأً للاسْتِنْجاءِ: أَي أَعطِنيها. وتَنَبَّلَ بهَا: اسْتَنْجى.
واسْتَنْبَلَ المالَ: أَخَذَ خِيارَهُ. والتِّنْبالَةُ، بالكَسرِ: القَصيرُ، كالتِّنْبالِ، ذهبَ ثعلَبٌ إِلَى أَنَّهُ من النَّبَلِ، وَبِه صرَّحَ الشيخُ أَبو حَيّان، وجَزَمَ ابنُ هِشامٍ فِي شرحِ الكَعْبِيَّةِ، والسُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ، وأَقرَّهُ عبدُ القادرِ البَغدادِيُ شيخُ مشايِخِ مشايِخِنا فِي الحاشيةِ الَّتِي وضعَها على شرحِ ابنِ هشامٍ المَذكورِ، وَهِي عِنْدِي، وجعلَهُ سيبَويهِ رُباعِيّاً، وَقَالَ: هما فِعْلالٌ وفِعلالَةٌ، وهما أكثرُ من تِفعالٍ وتِفعالَةٍ، قَالَ الفرَزْدَقُ:
(ومُهورُ نِسْوَتِهِم إِذا مَا أُنْكِحوا ... غَذَوِيُّ كُلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute