من المَاء، وَذَلِكَ فِي الشتَاء، فَإِذا سلَكوها فِي القَيظِ استَثاروا البَيضَ وَشَرِبُوا مَا فِيهَا من المَاء، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وأصلُ النَّتْلِ التقدُّمُ والتهيُّؤُ للقُدوم، فلمّا تقدّموا فِي أمرِ الماءِ بأنْ جَعَلُوهُ فِي البَيضِ ودفنوه سُمِّي البَيضُ نَتْلاً، كالنَّتَلِ مُحَرَّكَةً، قَالَ الْأَعْشَى يصفُ مَفازَةً:
(لَا يَتَنَمَّى لَهَا فِي القَيظِ يُهْبِطُها ... إلاّ الَّذين لَهُم فِيمَا أَتَوْا نَتَلُ)
وتَناتَلَ النَّبتُ: التَفَّ وصارَ بعضُه أَطْوَلَ من بعضٍ، قَالَ عَدِيُّ بن الرِّقاع:
(والأصلُ يَنْبُتُ فَرْعُهُ مُتَناتِلاً ... والكَفُّ لَيْسَ بَناتُها بسَواءِ)
وناتَلُ، كهاجَرَ: اسمُ رجلٍ من الْعَرَب. ناتَل أَيْضا: بُلَيْدة: بآمُلِ طَبَرِسْتان، كثيرةُ الخُضرَةِ والمياه، مِنْهَا أَبُو جعفرٍ مُحَمَّد بن أحمدَ الناتَلِيُّ الحاجِي، هَكَذَا ضَبَطَه نَصرٌ بفتحِ التاءِ كَمَا يدلُّ لَهُ سِياقُ المُصَنِّف، وَضَبَطه ابنُ السَّمْعانيُّ والحافظُ بكسرِها، وَأَبُو جعفرٍ هَذَا مُحدِّثٌ يروي عَن عبدِ الرَّحْمَن بن أبي حاتمٍ، وَعنهُ أَبُو حاتمٍ القَزْوينيّ. وَمِنْهَا أَيْضا أَبُو الحسَنِ عليُّ بن إبراهيمَ بن عُمرَ الناتَليُّ الحلَبيّ، كَتَبَ عَنهُ أَبُو الفَضلِ بنُ ناصِرٍ، مَاتَ سنة. ناتِلٌ، كصاحِبٍ: فرَسُ رَبيعةَ بنِ مَالك أبي لَبيدِ بن رَبيعةَ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ، وَفِي المُحْكَم رَبيعةَ بن مالكٍ، أَو هُوَ بالمُثَلَّثةِ ورَجَّحَه الصَّاغانِيّ. وسَمَّوْا نَتْلَةَ ونُتَيْلةَ، كَحَمْزَةَ وجُهَيْنةَ، وهما من أسماءِ النِّسَاء، وَهِي أمُّ العبّاسِ وضِرارِ ابْنَيْ عبدِ المُطَّلِب، إِحْدَى نساءِ بَني النَّمِرِ بنِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute