الْألف واللاّم، وَهُوَ الصَّوابُ، وَأنْشد:
(هلْ أُسْوَةٌ لي فِي رِجالٍ صُرِّعُوا ... بِتِلاعِ تِرْيَمَ هامُهُمْ لم تُقْبَرِ)
قَالَ ابنُ جِنّي: تِرْيَم فِعْيَل كَحِذْيَم وطِرْيَم، وَلَا يكون فِعْلَلاً كَدِرْهَم؛ لأنَّ الْوَاو وَالْيَاء لَا يكونَانِ أَصْلاً فِي ذَوات الْأَرْبَعَة. ثمَّ إنَّ هَذَا الْموضع؛ قَالَ ابنُ بَرِّي: وادٍ قُرْب النَّقِيع، وقرأتُ فِي كتاب نَصْرٍ هُوَ بالحِجازِ وادٍ قَرِيبٌ من يَنْبُع، وقِيلَ: دُوَيْنَ مَدْيَن، وَأَيْضًا موضعٌ فِي بادِيَة البَصْرَة، انْتهى.
فَحِينَئِذٍ قولُ ابنِ بَرِّي قُرْبَ النَّقيع تصحيفٌ، فإنّ النَّقِيعَ من أوْدِيَة المَدِينة، فَتَأَمَّلْ، ثمَّ قَالَ ابنُ بَرِّي: وَرَأَيْتُه بخَطّ القَزَّاز تَرْيَمَ، بِفَتْح التاءِ، كَمَا ذكره الجوهريّ، قَالَ: والصَّوابُ تِرْيَم مِثالُ عِثْيَر، قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْيَل غير ضَهْيَد، قَالَ: وَلَا يصحُّ فَتْحُ التاءِ من تِرْيَم إِلاّ أَنْ يكونَ وَزْنُها تَفْعَل، قَالَ: وَهَذَا
الوَجْهُ غَيْرُ مَمْتَنِعٍ، والأوَّلُ أَظْهَر.
قلتُ: وَالَّذِي فِي نُسَخِ الصّحاح كُلّها تِرْيَم، بِكَسْرِ التاءِ، هَكَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ، ولعلّه إِصْلاح فِيمَا بَعْد.
(و) التَّرِيمُ، (كَأَمِيرٍ: المُتَواضِعُ لِلَّهِ تَعالَى) ، عَن ابْن الأعرابِيّ. قَالَ (و) أَيْضا (المُلَوَّثُ بالمَعايِبِ أَو بالدَّرَنِ) .
قَالَ: (والتَّرَمُ، محرّكَةً: وَجَعُ الخَوْرانِ) . (و) يُقَال: (لَا تَرَما) كَقَوْلِك: (لَا سِيَّما) .
(وتارَمُ، كهاجَرَ: كُورَةٌ بأذْرَبيجانَ) ، وَأَيْضًا: (د: يُتاخِمُ) أَي: يُحاذِي (فُرَجَ) ، كَصُرَد، (وَقد تُسَكَّن راؤها) وَهَكَذَا يَنْطِقُونَ بِهِ.
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: تَرْم، بالفَتْح: اسمٌ قديمٌ لِمَدِينَة أُوال، قَالَه نَصْر.
وتَرِيمٌ، كأَمِيرٍ: مدينةٌ بحَضْرَمَوْتَ سُمِّيَت باسم بانِيها تَرِيمُ بنُ حَضْرمَوْت، قَالَ شيخُنا: يُقَال هِيَ عُشُّ الْأَوْلِيَاء وَمَنْبِتُهم وفيهَا جَماعةٌ من شُهداء بَدْر. قلتُ: وَهِي مَسْكن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute