للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(وإِنِّي إِن قطعتُ حِبالَ قَيْس ... وخالفتُ المُرونَ على تَمِيمِ)

(لأعظمُ فجرةً منَ أبي رِعالٍ ... وأَجوَرُ فِي الْحُكُومَة من سَدُومِ)

قَالَ: وَهَذَا يحْتَمل وَجْهَيْن: أَحدهما: أَن يُحذَف مُضَاف تقدِيرُه: من أهلِ سَدُوم، وهم قوم لُوط، فيهم مَديِنَتان سَدُوم وعَامُورَاء، أَهلَكَهُما الله فِيمَا أَهلَكَه. والوَجْه الثَّانِي: أَن يكون سَدُوم اسْم رجل، قَالَ: وَكَذَا نَقَل أَهلُ الْأَخْبَار، وَقَالُوا: كَانَ مَلِكًا فسُمِّيت المَدِينة باسْمِه، وَكَانَ من أَجْوَر المُلُوكِ. ونَسَب عليُّ بنُ حَمْزَة البَيْتَيْن إِلَى ابنِ دَارَة، قالَهُما فِي وَقْعَة مَسْعُود ابنِ عَمْرو. وروى الْبَيْت الثَّانِي:

(لأخسَرُ صَفْقَةً من شَيْخِ مَهوٍ ... وأجوَرُ فِي الحُكُومةِ من سَدُوم)

قُلتُ: وَفِي المُضافِ والمَنْسُوب للثَّعالِبي: أنّ سَدُوم من المُلُوك المتقدِّمين المُتَّصِفِين بالجَوْر، وَكَانَ لَهُ قَاضٍ أشدّ جَوْرًا مِنْهُ، فَتَارَة قَالُوا: أجوَرُ من سَدُوم. وَتارَة قَالُوا: أجوَرُ من قَاضِي سَدُوم، وَأنْشد:

(واصطَبِر للفَلَك الجَاري ... على كلّ ظَلُومِ)

(فَهُو الدَّائِر بالأمْسِ ... على آل سَدُوم)

قُلتُ: فقد عُرِف ممّا تَقَدَّم أنّ المَثَلُ مَضْبوطٌ بالوَجْهَين، وأنّ المَشهورَ فِيهِ إهمالُ الدّال، وَهُوَ الَّذِي ذَكَره الزمخشريّ، وصوَّبه شيخُنا فِي شرح الدّرّة، قَالَ: وصوّبه أشياخُنا، وَنقل عَن الشهَاب: أَنه يُمكن أَن يكون بالمُعْجَمَة فِي الأَصْل قَبل التَّعْرِيب، فَلَمَّا عُرِّب أَهمَلُوا دالَه.

[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: