للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بَطَلَ عَلَيْهِم أَمَلُهُمْ، وَكَذَا قَول أَبي طالبٍ:

كَذَبْتُمْ وبَيْتِ الله نَبْزِي مُحَمَّداً

ولَمَّا نُطاعِنْ حَوْلَهُ ونُناضِلِ

وَانْظُر بقيّة هاذا الْكَلَام فِي شرح شَيخنَا، فإِنّه نَفِيس جدّاً.

وَمن الأَمثال الّتي لم يذكُرْهَا المؤلِّفُ قولُهم:

أُكْذِبِ النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها

أَي: لَا تُحَدِّثْ نفسَك بأَنّك لَا تَظفَرُ، فإِنّ ذالك يُثَبِّطُكَ. سُئل بَشَّارٌ: أَيُّ بيتٍ قالته العربُ أَشْعَر؟ فَقَالَ: إِنْ تفضيلَ بيتٍ واحدٍ على الشِّعْر كُلِّه، لَشَديدٌ. ولاكنْ أَحْسَنَ لَبِيدٌ فِي قَوْله:

أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها

إِنَّ صِدْقَ النَّفْسِ يُزْرِي بالأَمَلْ

قَالَه المَيْدَانِيُّ، وغيرُه، وَمِنْهَا:

كُلُّ امْرِىءٍ بِطَوَالِ العَيْشِ مَكْذُوبُ

وَمِنْهَا عجز بيتٍ من شعر أَبي دُوَاد:

كَذَبَ العَيْرُ وإِنْ كانَ بَرَحْ

وأَوَّلُهُ:

قُلْتُ لَمّا نَصَلَا من قُنَّة

وبعدَهُ:

وتَرَى خَلْفَهُمَا إِذْ مَصَعَا

مِنْ غُبَارٍ ساطعٍ فَوْقَ قُزَحْ

كَذَب: أَي فَتَر وأَمْكَنَ، وَيجوز أَن يكون إِغراءً، أَي: عَلَيْك العَيْرَ، فَصِدْهُ، وإِنْ كَانَ بَرَحَ، يضْرب للشّيْءِ يُرْجَى وإِنْ تَصَعَّبَ.

ثمّ نقل عَن خطّ العلاّمة نُورِ الدِّين العُسَيْليّ مَا نصُّه: رأَيْتُ فِي نسخةِ شَجَرَة النَّسَبِ الشَّريف، عِنْد إِيرادِ قولِه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَذَبَ النَّسّابُون) . أَنّ كَذَبَ يَرِدُ بِمَعْنى صَدَق وَيُمكن أَخْذُه من هُنا. هاذا مَا وُجِدَ.