وَقيل: إنَّمَا قيلَ للْجَمَلِ؛ لأنَّهُ إذَا هَاجَ لَمْ يُسْتَطَعْ دَفْعُهُ، بِمَنْزِلَةِ الأَيْهَمِ مِنَ الرِّجَالِ الذِي لَا يَنْطِقُ، فيُكَلَّمَ، أوْ يُسْتَعْتَبَ، قالَ ابنُ السِّكِّيت: (و) هُمَا (عِنْدَ الحَاضِرَةِ: السَّيْلُ، والحَرِيقُ) ، وبِهِمَا: فُسِّرَ الحَدِيثُ: أَيْضاً، قالَ أبُو عُبَيْدٍ: (و) مِنْهُ سُمِّيَت (اليَهْمَاءُ) ، وهِيَ: (الفَلَاةُ) التِي (لَا يُهْتَدَى فِيها) لِلطَّرِيقِ، قالَ الأَعْشَى:
( {وَيَهْمَاءَ باللَّيْلِ غَطْشَى الفَلَاةِ ... يُؤْنِسُنِي صَوْتُ قَيَّادِهَا)
وَفِي حديثِ قُسٍّ:
(كُلُّ} يَهْمَاءَ يَقْصُرُ الطَّرْفُ عَنْهَا ... أَرْقَلَتْها قِلَاصُنَا إِرْقَالَا)
وكذلكَ: الهَيْمَاءُ، {واليَهْمَاءُ: أكْثَرُ اسْتِعْمَالا، ولَيْسَ لَهَا مُذَكَّرٌ منْ نَوْعِهَا، قَالَ ابنُ جِنِّي: لَيْسَ أيْهَمُ ويَهْمَاءُ، كَأَدْهَمَ ودَهْمَاءَ، لأَمْرَيْنِ: أحدُهُمَا: أنَّ الأَيْهَمَ: الجمَلُ الهَائِجُ، أوِ السَّيْلُ، واليَهْمَاءُ: الفَلَاةُ. والآخرُ: أنَّ} أيْهَمَ لَوْ كَانَ مُذَكَّرَ يَهْمَاءَ لَوَجَبَ أنْ يَأْتِيَ فِيهِمَا: {يُهْمٌ، مِثْلُ دُهْمٍ، وَلَمْ يُسْمَعْ ذلِكَ، فَعُلِمَ لِذلِكَ أنَّ هذَا تَلَاقٍ بَيْنَ اللَّفْظِ، وأنَّ أَيْهَمَ لَا مُؤَنَّثَ لَهُ، وأنَّ يَهْمَاءَ لَا مُذَكَّرَ لَهَا. (و) } اليَهْمَاءُ: (السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ) التِي (لَا فَرَجَ فِيهَا) ، عَن أبي زَيْدٍ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: سَنَةٌ يَهْمَاءُ: ذاتُ جُدُوبَةٍ. (وجَبَلَةُ بنُ الأَيْهَمِ) بنِ عَمْرِو بنِ جَبَلَةَ بنِ الحَارِثِ الأعْرَجِ بنِ جَبَلَةَ بنِ الحَارِثِ الأَوْسَطِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَارِثِ الأكْبَرِ بنِ عَمْرِو بنِ حُجْرِ بنِ هِنْدِ بنِ إمَامِ بنِ كَعْبِ بنِ جَفْنَةَ الجَفْنِيّ: (آخِرُ مُلُوكِ غَسَّانَ) بالشَّامِ. [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: اليَّهْمَاءُ: مَفَازَةٌ لَا مَاءَ فِيهَا، وَلَا يُسْمَعُ فِيهَا صَوْتٌ. وَلَيْلٌ أيْهَمُ: لَا نُجُومَ فِيهِ، كَأَهْيَمَ. وَقِيلَ: اليَهْمَاءُ: فَلَاةٌ مَلْسَاءُ لَيْسَ بِهَا نَبْتٌ.! والأَيْهَمُ: البَلَدُ الذِي لَا عَلَمَ بِهِ. وأَرْضٌ يَهْمَاءُ: لَا أثَرَ فِيهاَ، وَلَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute