يُعْجبُه السَّخونُ والعَصِيدُوالتَّمْرُ حُبًّا مَاله مَزِيدُ (و) السَّخِينَةُ، (كسَفِينَةٍ: طَعَامٌ رَقِيقٌ يُتَّخَذُ مِن) سَمنٍ و (دَقيقٍ) ؛ وقيلَ: دَقيقٍ وتَمرٍ وَهُوَ دُونَ العَصِيدَةِ فِي الرقَّةِ وفَوْقَ الحَسَاءِ.
ورُوِي عَن أبي الهَيْثم أنَّه كَتَبَ عَن أَعْرابيّ قالَ: السَّخِينَة دَقيقٌ يُوضَعُ على ماءٍ أَو لبنٍ فيُطْبَخ ثمَّ يُؤْكَلُ بتَمْرٍ أَو يُحْسَى، وَهُوَ الحَسَاءُ، وإنَّما كَانُوا يأْكلُون السَّخِينَةَ فِي شدَّةِ الدَّهْرِ وغَلاءِ السِّعْرِ وعَجَفِ المالِ.
(و) سَخِينَةُ: (لَقَبٌ لقُرَيْشٍ لاتِّخَاذِها إِيَّاهُ) ، أَي لأنَّهم كَانُوا يكْثِرُونَ مِن أَكْلِها (و) لذا (كانَتْ تُعَيَّرُ بِهِ) .
وَفِي الحدِيثِ: أنَّه دَخَلَ على حَمْزَة، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ، فصُنِعَتْ لَهُم سَخِينَةٌ فأَكَلُوا مِنْهَا؛ قالَ كعْبُ بنُ مالِكٍ:
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهاولَيُغْلَبَنَّ مَغالِبُ الغَلَاّبِوفي حدِيثِ مُعاوِيةً، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: أنَّه مازَحَ، الأَحْنَفَ بنَ قَيْسٍ فقالَ: (مَا الشيءُ المُلَفَّف فِي البِجَادِ؟ فقالَ: هُوَ السَّخِينَةُ يَا أَمِير المُؤْمِنِين) ، المُلَفَّفُ فِي البِجَادِ: وَطْبُ اللَّبَنِ يُلَفُّ بِهِ ليَحْمَى ويُدْرِكَ، وكانتْ تَمِيمُ تُعَيَّرَ بِهِ، والسَّخِينَةُ: الحَسَاءُ المَذْكورُ، يُؤْكَلُ فِي الجَدْبِ، وكانتْ قُرَيْش تُعَيَّرُ بهَا، فلمَّا مازَحَه مُعاوِيَة بِمَا يُعابُ بِهِ قَوْمه مازَحَه الأَحْنَفُ بمثْلِه.
(وضَرْبٌ سَخِينٌ: مُؤْلِمٌ حارٌّ) شَدِيدٌ؛ كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute