مالٌ عَظيمٌ، والمالُ غائِبٌ عنْك، ولَدُنْ لمَا يَلِيكَ لَا غَيْر.
وقالَ الزجَّاجُ فِي قوْلِهِ تَعَالَى: {قد بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْراً} ، وقُرِىءَ بتَخْفيفِ النونِ، ويَجوزُ تَسْكين الدَّال، وأَجْودُها بتَشْديدِ النُّونِ، لأنَّ أَصْلَ لَدُنْ الإسْكانُ، فَإِذا أَضَفْتها إِلَى نَفْسِك زِدْتَ نوناً ليَسْلم سكونُ النونِ الأُولى؛ قَالَ: والدَّليلُ على أنَّ الأسْماءَ يَجوزُ فِيهَا حَذْفُ النونِ قَوْلهم قَدْني فِي معْنَى حَسْبي، ويَجوزُ قَدِي بحذْفِ النّونِ لأنَّ قد اسمٌ غَيْر مُتَمَكِّنٍ.
وحَكَى أَبو عَمْرِو عَن أَحْمدَ بن يَحْيَى والمبرِّدِ أنَّهما قَالَا: العَرَبُ تقولُ لَدُنْ غُدْوَةٌ ولَدُنْ غُدْوَةً ولَدُنْ غُدْوَةٍ، فَمن رَفَعَ أَرادَ لَدُنْ كانتْ غُدْوةٌ، وَمن نصَبَ أَرادَ لَدُنْ كانَ الوقتُ غُدْوةً، وَمن خَفَضَ أَرادَ من عِنْد غُدْوةٍ.
وقالَ ابنُ كَيْسان: لَدُنْ حرفٌ يَخْفِضُ، ورُبَّما نُصِبَ بهَا؛ قالَ: وحَكَى البَصْريُّون أَنَّها تنصبُ غُدْوةً خاصَّةً من بَين الكَلامِ؛ وأَنْشَدوا:
مَا زالَ مُهْري مَزْجَرَ الكلبِ منهملَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى دَنَتْ لغُروبِوقالَ ابنُ كَيْسان: مَنْ خَفَضَ بهَا أَجْراها مُجْرَى مِنْ وعَنْ، ومَنْ رَفَعَ أَجْراها مُجْرَى مُذْ، ومَنْ نَصَبَ جَعَلَها وَقْتاً وجَعَلَ مَا بعْدَها تَرْجمةً عَنْهَا.
وقالَ الليْثُ: لَدُنْ فِي معْنَى مِن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute