(والحُرُوفُ الشَّفَهِيَّةُ) مَا كانَتْ (بفَمٍ) ، وَهِي الباءُ والفاءُ والميمُ، وَلَا تَقُلْ شَفَوِيَّة؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وجَوَّزَه الخَلِيلُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: ويقالُ للفاءِ والباءِ والميمِ شَفَويَّةٌ وشَفَهِيَّةٌ لأنَّ مَخْرَجَها من الشَّفَةِ ليسَ للِّسانِ فِيهَا عَمَلٌ.
(ورجُلٌ أَشْفَى: لَا تَنْضَمُّ شَفَتاهُ) ؛) نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
قالَ: وَلَا دَليلَ على صحَّتِه.
(و) مِن المجازِ: (شُفِهَ الطَّعامُ، كعُنِيَ، كَثُرَ آكِلُوه) ، فَهُوَ مَشْفُوهٌ، أَو قلَّ، كَمَا تقدَّمَ.
(و) شُفِهَ (زيدٌ: كَثُرَ سائِلُوه) حَتَّى أَنْفَدُوا مَا عنْدَه، فَهُوَ مَشْفُوهٌ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَقد يكونُ المَشْفُوهُ الَّذِي أَفْنَى مالَهُ عِيالُه ومَنْ يَقُوتُه؛ قالَ الفَرَزْدَقُ يَصِفُ صائِداً:
عارِي الأشاجِعِ مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ مَا يُطْعِمُ العَينَ نَوْماً غيرَ تَهْوِيمِ (و) شُفِهَ (المالُ) :) إِذا (كَثُرَ طالِبُوهُ) ، فَهُوَ مَشْفُوهٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تُسْتعارُ الشَّفَةُ للفَرَسِ، كقَوْلِ أَبي دُوَاد:
فبِتْنا جُلوساً على مُهْرِناتنزعُ مِنْ شَفَتَيْهِ الصَّفاراالصَّفارُ: يبيسُ البُهْمى وَله شوكٌ يَعْلَقُ بجَحافِلِ الخَيْلِ.
واسْتَعارَ أَبو عبيدٍ الشَّفَةَ للدَّلْوِ قالَ: إِذا خُرِزَتِ الدَّلْوُ فجاءَتِ الشَّفَةُ مائِلَةً قيلَ كَذَا.
قالَ ابنُ سِيدَه: فَلَا أَدْرِي أَمِنَ العَرَبِ سَمِع هَذَا أَمْ هُوَ تَعْبيرُ أَشْياخِ أَبي عُبيدٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute