اللّحْياني.
قالَ الَّليْثُ: قالَ أَهْلُ البَصْرةِ: فلانٌ {يُكْنَى بأَبِي فلانٍ، وغيرُهم: يُكْنى بفلانٍ. وقالَ الفرَّاءُ: أَفْصَحُ اللّغاتِ أَنْ تقولَ: كُنِّي أَخُوك بعَمْرو، الثَّانِيَة: بأَبِي عَمْرو، الثَّالِثَة: أَبا عَمْرو؛ قالَ: ويقالُ:} كَنَيْته {وكَنَوْتُه} وَأَكْنَيْته {وكَنَّيْته.
وَقَالَ غيرُهُ:} الكُنْيَةُ على ثلاثَةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُها أَن {يُكْنَى عَن شيءٍ يُسْتَفْحَش ذِكْرُه؛ الثَّاني: أنْ يُكْنَى الرَّجُل تَوْقيراً لَهُ وتَعْظيماً؛ الثَّالِث: أَن تقومَ} الكُنْيةُ مُقامَ الاسْمِ فيُعْرَفُ صاحِبُها بهَا، كَمَا يُعْرَف باسْمِه كأَبي لَهَبٍ عُرِف {بكُنْيتِه فسَمَّاه اللَّهُ تَعَالَى بهَا.
(وأَبو فلانٍ:} كُنْيَتُه {وكُنْوتُه) ، بالضَّمِّ فيهمَا (ويُكْسَرانِ) ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر فِي} الكُنْوةِ عَن اللحْياني.
{والكُنْيَةُ على مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ العربيَّةِ هُوَ مَا صُدِّرَ بأَبٍ أَو أُمَ أَو ابنٍ أَو بنتٍ على الأصَحّ فِي الأخيرَيْن، وَهُوَ قولُ الرَّضي، وسَبَقَه إِلَيْهِ الفَخْرُ الرّازِي.
وَفِي المِصْباح:} الكُنْيَةُ اسمٌ يُطْلَقُ على الشَّخْصِ للتَّعْظِيمِ نَحْو أَبي حِفْص وأَبي حَسَنٍ؛ أَو عَلامَة عَلَيْهِ؛ والجَمْعُ! كُنًى بِالضَّمِّ فِي المُفْردِ والجَمْع، والكَسْر فِيهَا لُغَةٌ مثْلُ بُرْمةٍ وبِرَمٍ وسِدْرَةٍ وسدرٍ. وكَنَّيْته أَبَا محمدٍ وبأَبي محمدٍ؛ قالَ ابنُ فارِس فِي المُجمل: قالَ الخليلُ: الصَّوابُ الإِتْيانُ بالباءِ، انتَهَى.
والفَرْقُ بَيْنها وبينَ اللّقَبِ والعَلَمِ والاسْمِ تكفَّل بِهِ شُرَّاحُ الألْفِيَّة وشرَّاح البُخارِي، وَقد أَلَّفْت رسالَةً جَلِيلَةً سَمَّيْتها: مُزيلُ نِقابِ الخَفا عَن كُنَى سادَاتِنا بَني الوفا، ضَمَّنْتها فوائِدَ جَمَّة ومَطالِبَ مُهمَّةً، فمَنْ أَرادَ أَن يَتَوسَّع لمعْرفَةِ كُنْه أَسْرارِها فليُراجِعْها فإنَّها نَفِيسَةٌ فِي بابِها لم أُسْبَق إِلَيْهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute