كَذَا فِي المُحْكَم. ونقْلَه غيرُه عَن أَبي زيد. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ، عَن الأَصمعيّ وأَبي زيد: لَا يكونُ السِّبْتُ إِلاّ من جِلْدِ بقرٍ مَدْبوغ.
(و) السِّبْتُ، أَيضاً: (كُلُّ جِلْدٍ مَدْبُوغٍ، أَو) المدبوغُ (بالقَرَظِ) . وَفِي الصَّحاح: السِّبْتُ: جُلودُ البقَرِ المدبوغةِ بالقَرَظ، تُحْذَى مِنه النِّعالُ السِّبْتِيّةُ، انْتهى. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: كُلّ مدبوغٍ فَهُوَ سِبْتٌ. قيل: مأْخُوذٌ من السَّبْت، وَهُوَ الخَلْق.
وَفِي الحَدِيث: أَنّ النَّبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأَى رَجُلاً يمشي بينَ القُبُورِ فِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ: (يَا صاحِبَ السِّبْتَيْنِ، اخْلَعْ سِبْتَيْكِ) . قَالَ الأَصمَعيّ: السِّبْتُ: الجِلْدُ المدبوغُ، قَالَ: فَإِن كانَ عَلَيْه شَعَرٌ، أَو صُوفٌ، أَو وَبَرٌ، فَهُوَ مُصْحَبٌ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: النِّعَالُ السِّبْتِيَّة: هِيَ المدبوغة بالقَرَظ. قَالَ الأَزهريّ: وحديثُ النَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدُلُّ على أَنّ السِّبْتَ مَا لَا شَعَرَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ:
بَطَلٌ كأَنَّ ثِيَابَهُ فِي سَرْحَةٍ
يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ لَيْسَ بتَوْأَمِ
مَدَحه بأَرْبَعِ خِصالٍ كِرام: أَحدَها أَنّه جعله بطلاً أَي شجاعاً، الثَّانِي أَنَّ جعلَه طَويلا، شَبَّهَه بالسَّرْحَة؛ الثّالِث أَنّه جعله شريفاً لِلُبْسه نِعَالَ السِّبْتِ؛ الرَّابِع أَنّه جَعَلَه تامَّ الخَلْقِ نامِياً، لاِءَنَّ التَّوْأَم يكون أَنقصَ خَلْقاً وقُوَّةً وعَقْلاً وخُلُقاً. كَذَا فِي اللِّسَان. وَفِي الحَدِيث: أَنّ عُبَيْدَ بْن جُرَيْج قَالَ لابْنِ عُمَرَ: رأَيتُك تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، فَقَالَ: رأَيتُ النَّبِيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَلْبَس النِّعالَ الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا شَعَرٌ، ويَتوَضَّأُ فِيهَا، فأَنا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَها. قَالَ: إِنَّمَا اعترضَ عَلَيْهِ، لأَنَّها نِعالُ أَهلِ النَّعْمَة والسَّعَة. وَفِي التَّهْذِيب: كأَنّها سُمّيَت سِبْتِيَّةً، لأَنّ شَعرَها قد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute