(والمِينا) ، بالكسْرِ مَقْصورٌ: (مَرْفَأُ السَّفينةِ) ، سُمِّي بذلكَ لأنَّ السُّفُن {تَنِي فِيهِ أَي تَفْتُرُ عَن جَرْيها.
وَقَالَ الأَزْهري:} المِينى، مَقْصورٌ يُكْتَب بالياءِ: موضِعٌ تَرْفأُ إِلَيْهِ السُّفُن؛ (ويُمَدُّ) هَكَذَا ذَكَرَه بهما القالِي فِي كتابِه.
وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ مِفْعَلٌ أَو مِفْعالٌ مِن {الوَنَى، والمَدُّ أَكْثَر؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ ابنُ وَلَاّد؛ وَمِنْه قولُ كثيرٍ:
تَأَطَّرْنَ بالمِيناءِ ثمَّ خر عَنهُ
وَقد لَجَّ مِن أَحْمالِهِنَّ شُجُونُوقال نُصَيْب فِي المدِّ أَيْضاً:
تَيَمَّمْنَ مِنْهَا ذاهِباتٍ كأنَّه
بدِجْلَة فِي} المِيناءِ فُلْكٌ مُقَيَّرُ (و {والمِينَى: (جَوْهَرُ الزُّجاجِ) الَّذِي يُعْمَل مِنْهُ الزُّجاج؛ هَكَذَا ذَكَرَه ابنُ وَلَاّد بالقَصْرِ، ويُكْتَب بالياءِ.
وحكَى ابنُ برِّي عَن القالِي قالَ: المِيناءُ جَوْهَرُ الزُّجاجِ، مَمْدودٌ لَا غَيْر؛ قالَ: وأَمَّا ابنُ وَلَاّد فجعَلَه مَقْصوراً، وجَعَلَ مَرْفأَ السُّفُن مَمْدوداً قالَ: وَهَذَا خِلافُ مَا عَلَيْهِ الجماعَةُ.
قُلْتُ: أوْرَدَه القالِي فِي بابِ مَا جاءَ مِن المَمْدودِ على مِثالِ مِفْعال فذَكَر المِيناءَ لجَوْهَر الزُّجاج، وقالَ: هُوَ مَمْدودٌ عَن الفرَّاء، ثمَّ قالَ. فأمَّا،} مِينا البَحْر فيُمَدُّ ويُقْصَر، وَمَا نقلَهُ عَن ابنِ وَلَاّد فصَحِيح، هَكَذَا رأَيْته فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute