للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

{أَقُوتُه قَوْتاً، إِذا حَفِظْتَ نَفْسَه بِمَا} يَقُوتُهُ {والقُوتُ: اسمُ الشَّيْءِ الَّذِي يَحْفَظُ نَفْسَه وَلَا فَضْلَ فيهِ على قَدْرِ الحِفْظِ، فَمَعْنَى المُقِيتِ: الحَفيظُ الذِي يُعْطِي الشيءَ قَدْرَ الحَاجَةِ من الحِفْظِ، وَمثله قَول الزَّجَّاج، وقيلَ فِي تَفسيرِ بيتِ السَّموأَلِ:

إِنّي على الحِسَابِ مُقِيتُ

أَي مَوْقُوفٌ على الحِسَابِ، وَقَالَ آخَرُ:

ثمَّ بَعْدَ المَمَات يَنْشُرُنِي مَنْ

هُو عَلَى النَّشْرِ يَا بُنَيَّ مَقِيتُ

أَي مُقْتَدِرٌ.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المُقِيتُ عِنْد العربِ: الموْقُوفُ على الشّيْءِ، وَفِي الصّحَاح: وأَقَاتَ على الشَّيْءِ: اقْتَدَرَ عَلَيْه، قالَ أَبو قَيْسِ بنُ رِفَاعَةَ اليَهُودِيّ، وقِيلَ: ثَعْلَبَةُ بن مُحَيْصَةَ الأَنْصَارِيّ، وَهُوَ جاهليّ، وَقد رُوِيَ أَنه للزُّبَيْرِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ عمِّ سيّدِنا رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأَنشده الفَرّاءُ:

وذِي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عَنْهُ

وكنتُ على إِسَاءَتِه مُقِيتَا

أَي مقتدراً.

وقرأْت فِي هامشِ نُسْخَةِ الصّحاح بخَطِّ ياقُوت، مَا نَصُّه: ذكر أَبو مُحَمّدٍ الأَسْوَدُ الغُنْدِجانيّ أَن هَذَا الْبَيْت فِي قَصِيدَةِ مرفوعةٍ، وَرَوَاهُ.

(على مَسَاءَتِهِ} أُقِيتُ) .

وأَورد القصيدةَ وَآخِرهَا:

وإِنّ قُرُومَ خَطْمَةَ أَنْزَلَتْنِي

بحيثُ تُرَى من الحَضَضِ الخُرُوتُ

قلت: وَفِي التكملة بعدهمَا:

يَبِيتُ الليلَ مُرتَفِقاً ثَقِيلاً

على فَرْش القَنَاةِ وَمَا أَبِيتُ

تَعِنُّ إِليَّ منهُ مُؤْذِيَاتٌ

كَمَا تَبْرِي الجَذَامِيرَ البُرُوتُ

ونَفَخَ فِي النَّارِ نَفْخاً قُوتاً، واقْتَاتَ لَهَا، كِلَاهُمَا: رَفَقَ بهَا.

( {واقْتَتْ لنَارِكَ} قِيتَةً) ، بالكَسْر، ايي (أَطْعِمْها الحَطَبَ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: