{ {تُرْجِىءُ مَن تَشَآء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِى إِلَيْكَ مَن تَشَآء} (الْأَحْزَاب: ٥١) قَالَ الزّجاج: هَذَا مِمَّا خص اللَّهُ تَعَالَى نبيَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ لَهُ أَن يُؤَخِّر مَن يَشَاء من نِسائه، وَلَيْسَ ذَلِك لغيره من أُمَّتِه، وَله أَن يَرُدَّ مَن أَخَّر إِلى فِراشه، وقُرِىء:} - تُرْجِي، بِغَيْر هَمحز، والهمز أَجْوَد، قَالَ: وأُرَى تُرْجى مُخَفَّفاً من تُرْجِيءُ، لمَكَان تُؤْوِي. وقرَأَ غيرُ المَدَنِيِّينَ والكُوفِيِّينَ وعيَّاش قولَه تَعَالَى: {وَءاخَرُونَ {مُرْجَؤون لاْمْرِ اللَّهِ} (التَّوْبَة: ١٠٦) أَي (مُؤَخَّرُونَ) زَاد ابنُ قُتيبة: أَي على أَمرِه (حتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ فيهم مَا يُرِيد) وقُرِيء {وَءاخَرُونَ} مُرْجَوْنَ} بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْوَاو، (وَمِنْه) أَي من الإِرجاء بِمَعْنى التأْخير (سُمِّيَت {المُرْجِئةُ) الطائفةُ المعروفةُ، هَذَا إِذَا همزت، فرجُلٌ} - مُرْجِئيٌّ مِثَال مُرْجِعِيّ (وإِذا لم تَهْمِزْ) على لُغة مَن يَقُول مِن الْعَرَب {أَرْجَيْتُ وأَخْطَيْبُ وَتَوَّضَّيْت (فَرَجُلٌ} - مُرْجِىءٌ بِالتَّشْدِيدِ) وَهُوَ قَول بَعضهم، والأَوّل أَصحُّ، وَذهب إِليه أَكثرُ اللغوِيِّين وبَدَءُوا بِهِ، وإِنكارُ شَيخنَا التشديدَ لَيْسَ بوجهِ سَدِيد (وإِذا همَزْتَ فرَجُلٌ مُرْجِيء كمُرْجِعٍ، لَا مُرْج كمُعْطٍ) وَالنِّسْبَة إِليه {- المُرْجِئيُّ كمُرْجِعِي (وَوهم الجوهريُّ) أَي فِي قَوْله إِذا لم تهمز قلت رَجُلٌ مُرْجٍ كمُعْطٍ، وأَنت لَا يخفاك أَن الجوهريَّ لم يَقُلْ ذَلِك إِلا فِي لُغة عَدمِ الْهَمْز، فَلَا يكون وَهَماً، لأَنه قَول أَكثر اللغويين، وَهُوَ الْمَوْجُود فِي الأُمَّهات، وَمَا ذهب إِليه المؤَلِّف هُوَ قولٌ مَرجوح، فإِما أَنه تَصحيفٌ فِي نُسْخَة (الصِّحَاح) الَّتِي كَانَت عِنْد الْمُؤلف أَو تَحْرِيف.
(وهُمْ) أَي الطائفةُ (المُرْجِئةُ، بِالْهَمْز،} والمُرْجِيَةُ، بِالْيَاءِ مُخفَّفة لَا مُشدَّدةً) وَقَالَ الجوهريُّ: وإِذا لم تهمز قلتَ رجلٌ مُرُجٍ كمُعْطٍ، وهم المُرْجِيَّةُ بِالتَّشْدِيدِ (وَوَهِمَ) فِي ذَلِك (الجوهريُّ) ، قَالَ ابْن بَرِّي فِي حَوَاشِي (الصِّحَاح) قَول الجوهريّ المُرْجِئَة بِالتَّشْدِيدِ، إِن أَراد بِهِ مَنْسوبون إِلى المُرْجِئَة بتَخْفِيف الْيَاء فَهُوَ صَحِيح،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute