للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من اللُّغَة، وَهِي أكبر حجماً مِنْهُ.

وَكَانَ فِي عصر صَاحب الصِّحَاح أَبُو الْحسن أَحْمد بن فَارس، فالتزم أَيْضا فِي مجمله الصَّحِيح، قَالَ فِي أوّله: قد ذكرنَا الواضحَ من كَلَام الْعَرَب وَالصَّحِيح مِنْهُ دون الوحشي المستنكر، وَقَالَ فِي آخرِه قد توخيت فِيهِ الِاخْتِصَار وآثرت فِيهِ الإيجاز، واقتصرت على مَا صحَّ عِنْدِي سَمَاعا، وَلَوْلَا تَوخِّي مَا لم أشكك فِيهِ من كَلَام الْعَرَب لوجدت مقَالا.

وَأعظم كتاب ألف فِي اللُّغَة بعد عصر الصِّحَاح كتاب الْمُحكم وَالْمُحِيط الْأَعْظَم لأبي الْحسن عَليّ بن سَيّده الأندلسي الضَّرِير، توفّي سنة ٤٥٨.

ثمَّ كتاب العُباب للْإِمَام رضيّ الدّين الصَّاغَانِي، وَقد وصل فِيهِ إِلَى (بكم) .

قلت: ولسان الْعَرَب للْإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد بن جلال الدّين مكرّم بن نجيب الدّين أبي الْحسن الْأنْصَارِيّ الخزرجي الإفريقيّ نزيل مصر، ولد فِي الْمحرم سنة ٦٣٠ وَسمع من ابْن المقير وَغَيره، وروى عَنهُ السُّبْكِيّ والذهبي وَتُوفِّي سنة ٧١١ الْتزم فِيهِ جمع الصِّحَاح والتهذيب وَالنِّهَايَة، والمحكم، والجمهرة وأمالي ابْن بري، وَهُوَ ثَلَاثُونَ مجلدًا، وَهُوَ مَادَّة شَرحي هَذَا فِي غَالب الْمَوَاضِع، وَقد اطَّلَعت مِنْهَا على نُسْخَة قديمَة يُقَال إِنَّهَا بِخَط الْمُؤلف وعَلى أوّل الْجُزْء مِنْهَا بِخَط سيّدنا الإِمَام جلال الدّين أبي الْفضل السُّيُوطِيّ، نفعنا الله بِهِ، ذكر مولده ووفاته.

ثمَّ كتاب الْقَامُوس للْإِمَام مجد الدّين مُحَمَّد بن يَعْقُوب الفيروزابادي، شيخ شُيُوخنَا، وَلم يصل واحدٌ من هَذِه الثَّلَاثَة فِي كَثْرَة التداول إِلَى مَا وصل إِلَيْهِ صَاحب الصِّحَاح، وَلَا نقصت رُتبة الصِّحَاح وَلَا شهرته بِوُجُود هَذِه، وَذَلِكَ لالتزامه مَا صحَّ، فَهُوَ فِي كتب اللُّغَة نَظِير صَحِيح البُخَارِيّ فِي