للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

{اسْتِلْباءً إِذا مَا رَضِعَ من تِلْقاءِ نَفْسِ، وَقَالَ الليثُ:} لَبَأَتِ الشاةُ ولدَها: أَرْضعته اللِّبَأَ، وَهِي {تَلْبَؤُه،} والْتبَأْتُ أَنا: شربْت اللِّبَأَ (و) يُقَال: {الْتبَأَها (: حَلبَها) ، كَلَبَأَهَا، أَي حَلبَ} لِبَأَهَا. وَقد تقدّمت الإِشارةُ إِليه، فَلَو قَالَ عِنْد قَوْله {لَبَأَها} كالْتَبَأَها كَانَ أَحسن وأَوفق لقاعدته.

( {ولبَّأَت) الناقةُ وَكَذَا الشاةُ ونحْوُهُما تَلْبِيئاً (وَهِي} مُلَبّىءٌ) كمُحَدِّثٍ (: وَقع اللِّبَأُ فِي ضَرْعِها) ثمَّ الفِصْحُ بعد اللِّبَإِ إِذا جاءَ اللبنُ بعد انقطاعِ اللِّبَإِ يُقَال: قد أَفْصَحَت الناقةُ، وأَفْصَحَ لَبَنُهَا.

(و) {لبَّأَ (بِالحَجِّ) تَلْبِئَةً بِالْهَمْز (كَلَبَّى) غير مَهْمُوز، وَهُوَ الأَصل فِيهِ، قَالَ الفَرَّاءُ: رُبمَا خَرجَتْ بهم فَصاحتُهم إِلى أَن يَهْمِزوا مَا لَيس بمهموز، فَقَالُوا: لَبَّأْتُ بالحَجّ وحَلأْتُ السَّوِيق ورَثَأْتُ ليتَ، وَظَاهر سِياقه أَنه بِالْهَمْز ودونه على السواءِ، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل الأَصل عَدمُ الهمزِ كَمَا عَرفتَ.

(} واللَّبْءُ بالفَتْحِ) ذِكرُ الفَتْحِ مُخالِفٌ لقاعدته، فإِن إِطلاقه يَدُلُّ بمراده (: أَوَّلُ السَّقْيِ) يُقَال لَبَأْتُ الفسِيل {أَلْبَؤُه لَبْأً، إِذا سَقَيْتَه حِين تَغْرِسُه، وَفِي الحَدِيث: إِذا غَرَسْتَ فَسِيلةً وَقيل إِن الساعَةَ تقومُ فَلَا يَمْنَعَنَّك أَن} تَلْبَأَها. أَي تَسْقِيهَا) وَذَلِكَ أَوَّل سَقْيِك إِيَّاها، وَفِي حديثٍ أَنَّ بَعْض الصَّحابةِ مَرَّ بأَنصارِيّ يغْرِس نَخْلاً فَقَالَ: يَا ابنَ أَخي. إِن بَلغك أَنّ الدَّجَّالَ قد خَرَج فَلَا يَمْنَعَنَّك منْ أَنْ تَلْبَأَها، أَي يَمْنَعُك خُروجُه عَن غَرْسها وسَقْيِها أَوَّلَ سَقْيَةِ. مأْخوذٌ من اللِّبَإِ، وَهُوَ مجازٌ.

(و) {اللَّبْءُ أَيضاً (: حَيٌّ) من العَرب من عبدِ القَيْس، وَالنِّسْبَة إِليه اللَّبْئِيّ كالأَزْدِيّ.

(و) } اللَّبْأَةُ (بِهاءٍ) كتَمْرَةٍ (: الأَسَدَةُ) ، أَي الأُنثى من الأُسود حَكَاهَا ابنُ الأَنباريّ، وهاؤُها لتأْكيدِ التأْنيث، كَمَا فِي ناقةٍ ونَعْجَةٍ، لأَنه لَيْسَ لَهَا مُذكَّرٌ من لَفْظِها حَتَّى تكون الهاءُ فارقةً، قَالَه الفيُّوميّ فِي (المُصباح)