سُمِّيَ يَوْم الْقِيَامَة (يَوم {التَّنَادِّ) ، لما فِيهِ من الانزِعَاجِ إِلى الحَشْرِ وَفِي التَّنْزِيل: {يَوْمَ التَّنَادِ} يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ (سُورَة غَافِر، الْآيَة: ٣٢ و ٣٣) قَالَ الأَزهريُّ: القُرَّاءُ على تَخْفِيف الدالِ (وَقَرَأَ بِهِ) أَي بِالتَّشْدِيدِ (ابنُ عَبَّاسٍ وجَمَاعَةٌ) ، وَفِي التَّهْذِيب: وقَرَأَ الضَّحّاكُ وَحده (يَوْمَ التَّنَادِّ) بِالتَّشْدِيدِ، قَالَ أَبو الهَيثم: هُوَ من نَدَّ البعيرُ نِدَاداً، إِذا شَرَدَ، قَالَ: والدليلُ على صِحَّةِ قِرَاءَةَ مَن قَرَأَ بالتشديدِ قَوْله: {يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} وَنقل شيخُنَا عَن الْعِنَايَة أَثناءَ سُورَةِ غَافِر أَنه يُقَال: نَدَا إِذا اجْتَمَع، وَمِنْه النَّادِي وَيَوْم التَّنَادِ، فجَعَلَه على الضِّدِّ مِمَّا ذَكَرَه المُصَنِّف. إِذ يكون المَعْنَى على ذالك: يَوْم الاجْتِمَاعِ لَا التَّفَرُّق، وصَوَّبه جَماعَةٌ. انْتهى. قلت: وهاذا من غرائِبِ التفسيرِ، وَقَالَ ابنُ سِيده: وأَما قِرَاءَة من قَرَأَ {يَوْمَ التَّنَادِ} فَيجوز أَن يَكُونَ مِن مُحَوَّلِ هاذا البابِ فحوَّل للياءِ لِتَعْتَدِلَ رُؤُوس الآيِ:
(} ويَنْدَدُ) كجَعْفَرٍ (: ع) ، نَقله الصاغانيُّ، (و) قيل: هِيَ اسْم (مَدِينَة النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
( {ونَادَدْتُه: خَالَفْتُه) ، وَمِنْه أُخِذ} النِّدُّ، كَمَا قَالَه أَبو الهَيْثَمِ، وتقدَّمَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
نَاقَةٌ {نَدُودٌ: شَرُودٌ.
وَقَالَ الفارسيُّ: قَالَ بعضُهم:} نَدَّتِ الكَلِمَةُ: شَذَّتْ، وليستْ بِقَوِيَّةٍ فِي الاستعمالِ، أَلا تَرَى أَن سِيبويْهِ يَقُول: شَذَّ هاذا، وَلَا يَقُول: نَدَّ.
{والتَّنْدِيد: رَفْعُ الصَّوتِ.
} والمُنَدَّد من الأَصواتِ: المُبَالَغُ فِي النِّدَاءِ، قالَ طَرَفة:
لِهَجْسٍ خَفِيَ أَوْ لِصَوْتٍ {مُنَدَّدِ
} ومَنْدَدُ بَلَدٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُرَاه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute