فَقَط، كَمَا قدّمنا، ثمَّ إِن الَّذِي تقدم آنِفا مَقْرُونا بالعبْهر فَمَعْنَاه الزَّعْفَرَان لَا غير، فَلَا يكون إِعَادَته هُنَا لإيضاحٍ أَو غير ذَلِك، كَمَا وهِم فِيهِ بعضُ الشرَّاح، لاخْتِلَاف الْمَعْنيين، قَالَ شيخُنا: وَفِي رشفْتُ الِاسْتِعَارَة بالتبعيَّة، لوُجُود الْفِعْل وَهُوَ مُشْتَقّ، وَيجوز أَن يكون بِالْكِنَايَةِ، كأَنشَبت المنيَّةُ أظفارَها، وَأَن يكون اسْتِعَارَة تصريحيّة، فَإِذا اتَّضَح ذَلِك عرفت أَن الرُّضاب الَّذِي هُوَ الرِّيق شُبِّه بِهِ الطلّ، وَالشَّمْس الَّذِي هُوَ معنى الطفاوة شُبِّه بشخصٍ مرتشِف لذَلِك الرِّيق، وجَعَل لَهُ أَفواهاً وثغوراً هِيَ كِظام الجلِّ والجادي هما الْورْد والنرْجس والياسمين، وَإِن كَانَ تشبيهها بالأقاحِ أكثَر دوراناً، كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
(بَاكِرْ إلَى اللَّذَّاتِ وارْكَبْ لَهَا ... سَوَابِقَ الخَيْلِ ذَوَاتِ المِرَاحْ)
(مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرْشفَ شَمْسُ الضُحَى ... رِيقَ الغَوَادي مِن ثُغورِ الأقَاحْ)
(وبَعْدُ) كلمة يُفصَل بهَا بَين الكلامَينِ عِنْد إِرَادَة الِانْتِقَال من كَلَام إِلَى غَيره، وَهِي من الظروف، قيل: زمانيّة، وَقيل: مكانِيَّة، وعامله محذوفٌ، قَالَه الدَّماميني، وَالتَّقْدِير، أَي وَأَقُول بعد مَا تقدَّم من الْحَمد لله تَعَالَى وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على نبيه مُحَمَّد
(فإنّ) بِالْفَاءِ، إِمَّا على تَوهُّم أمّا، أَو على تقديرِها فِي نظْمِ الْكَلَام، وَقيل: إِنَّهَا لإجراء الظّرْف مُجْرَى الشرْط، وَقيل: إِنَّهَا عاطفة، وَقيل زَائِدَة (للْعلم) أَي بأنواعِه وفُروعه (رِيَاضاً) جمع رَوْضة أَو رَيْضة، وَقد تقدم شَيْء من مَعْنَاهَا، وَيَأْتِي فِي مادته مَا هُوَ أَكثر (وحِيَاضا) جمع حَوْض، وَهُوَ مُجتَمع المَاء (وخَمائِلَ) جمع خَمِيلة وَهِي من الأَرْض المكرِمة للنَّبات، والرمْلة الَّتِي تُنبت الشّجر، وَقَالُوا هِيَ الشّجر الملتفّ، والموضع الكثيرُ الشجرِ (وغِيَاضا) جمع غَيْضة، وَهِي الغَابَة الجامعة للأشجار فِي حَضيض المَاء، وَفِي الفقرات الثَّلَاث لُزُوم مَا لَا يلْزم (وطَرائقَ) جمع طَرِيقة، والطَّرِيق يُجمع على طُرُقٍ (وشِعَابا) جمع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute