هُوَ الْأَخْذ بِمَا أوجبه، وَله حُدُود وشروط، فَرَاجعه فِي كتاب الشُّرُوط (لَا يصِحُّ) أَي لَا يكون صَحِيحا (إِلَّا بإِحكام) أَي تَهْذِيب وإتقان (العِلْم بمقدِّمته) أَي مَعْرفَتهَا، وَالْمرَاد بالمقدمة هُنَا مَا يتقدَّم قبل الشُّرُوع فِي الْعلم أَو الْكتاب (وَجَبَ) أَي لزم وَهُوَ جَوَاب لمَّا (على رُوَّام العِلم) أَي طالبيه الباحثين عَنهُ (وطُلَاّب) كُروَّام وَزْنًا ومَعْنًى (الْأَثر) علم الحَدِيث فَهُوَ من عطف الخاصّ على العامّ، وَفِي بعض النّسخ وطلَاّب الْأَدَب، والأُولى هِيَ الثَّابِتَة فِي النّسخ الصَّحِيحَة، وَاخْتلف فِي معنى الْأَثر، فَقيل: هُوَ الْمَرْفُوع وَالْمَوْقُوف، وَقيل: الْأَثر. هُوَ الْمَوْقُوف، وَالْخَبَر: هُوَ الْمَرْفُوع، كَمَا حَقَّقَهُ أهلُ الأُصول، وَلَكِن المناسِب هُنَا هُوَ الْمَعْنى الشَّامِل لِلْمَرْفُوعِ وَالْمَوْقُوف، كَمَا لَا يخفى، لِأَن المحلَّ محلُّ الْعُمُوم. وَالْمعْنَى أَن عُلُوم الشَّرِيعَة كلهَا بأُصولها وفروعها، لما كَانَت متوقِّفة على عِلم اللُّغَة توقُّفًا كُلِّيّا محتاجة إِلَيْهِ، وَجب على كلّ طَالب لأيّ عِلم كَانَ سَوَاء الشَّرِيعَة أَو غَيرهَا الاعتناءُ بِهِ، وَالْقِيَام بِشَأْنِهِ، والاهتمام فِيمَا يُوصل إِلَى ذَلِك، وَإِنَّمَا خصَّ علم الْأَثر دون غَيره مَعَ احْتِيَاج الْكل إِلَيْهِ لشرفه وَشرف طالبيه، وعَلى النُّسْخَة الثَّانِيَة: وَجب على كلِّ طَالب علمٍ سِيمَا طَالب علم الْآدَاب، الَّتِي مِنْهَا النَّحْو والتصريف وصنعة الشّعْر وأخبار الْعَرَب وأنسابهم، مزيدُ الاعتناء بِمَعْرِِفَة علْم اللُّغَة، لِأَن مُفاد الْعُلُوم الأدبية غَالِبا فِي تَرْصِيع الْأَلْفَاظ البديعة المستملَحة، وبعضُها الحُوشِيّة، وَتلك لَا تعرف إلاّ بهَا، كَمَا هُوَ ظَاهر (أَن يَجعلوا) أَي يصيروا (عُظْم) بِضَم الْعين الْمُهْملَة، كَذَا فِي نُسْخَة شَيخنَا سيّدي عبد الْخَالِق، وَفِي أُخرى مُعظم بِزِيَادَة الْمِيم وَفِي بَعْضهَا أعظم بِزِيَادَة الْألف (اجتهادهِم واعتمادِهم) أَي استنادهم (وَأَن يَصْرِفوا) أَي يُوجِّهوا (جُلَّ) كجُلال، لَا يُذْكران إِلَّا مُضَافا وَقد تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ (عِنايتهم) أَي اهتمامهم (فِي ارْتيادهم) أَي فِي طَلَبهمْ، من ارتاد ارتيادًا، مجرَّدُه رَادَ الشيءَ يَروده رَوْدًا وَيسْتَعْمل بِمَعْنى الذّهاب والمجيءِ وَهُوَ الْأَنْسَب للمقام (إِلَى عِلم اللُّغَة) وَقد يُقَال إِن علم اللُّغَة من جملَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute