بقول الكُمَيْت بن ثَعْلَبة:
(نَشَدْتُكَ يَا فَزارُ وأنْتَ شَيْخٌ ... إِذا خُيِّرْتَ تُخْطئُ فِي الخِيارِ)
(أصَيْحانِيَّةٌ أُدِمَتْ بسَمْنٍ ... أَحَبُّ إليكَ أمْ أَيْرُ الحِمارِ)
(بلَى، أَيْرُ الحِمارِ وخُصْيَتاهُ ... أحَبُّ إِلَى فَزارةَ من فَزارِ)
قَالَت بَنو فَزارة: أَلَيْسَ مِنْكُم يَا بني هلالٍ من قَرا فِي حَوْضِه فسقى إبِله، فلمّا رَوِيَتْ سَلَحَ فِيهِ وَمَدَره، بُخْلاً أنْ يُشرَب مِنْهُ فَضْلُه، وَكَانُوا جعلُوا حَكَمَاً بَينهم أنس بنَ مُدرِك، فَقضى على بني هِلَال بِعظم الخِزْي. ثمَّ إنّهم رَمَوْا بني فَزارة بخِزْيٍ آخر وَهُوَ إتْيانُ الْإِبِل، وَلِهَذَا يَقُول سالُم بن دَارَة:
(لَا تَأْمَنَنَّ فَزارِيَّاً خَلَوْتَ بهِ ... على قَلُوصِك واكْتُبْها بأَسْيارِ)
(لَا تَأْمَنَنْهُ وَلَا تَأْمَنْ بَوائِقَهُ ... بَعْدَ الَّذِي امْتَلَّ أَيْرَ العَيْرِ فِي النَّارِ)
فَقَالَ الشَّاعِر:
(لَقَدْ جَلَّلْتَ خِزْياً هِلالُ بن عامرٍ ... بَني عامرٍ طُرَّاً بسَلْحَةِ مادِرِ)
(فَاُفٍّ لكُم لَا تَذْكُروا الفَخْرَ بَعْدَها ... بَني عامرٍ أَنْتُمْ شِرارُ المَعاشِرِ)
وَمَدَرى، كَجَمَزى: جبلٌ من جبال نَعْمَان، نَقله الصَّاغانِيّ. مَدَر، كَجَبَل: ة بِالْيمن. وَمِنْه فلانٌ المَدَرِيُّ، كَذَا فِي الصِّحَاح. والمَدَرَة، مُحرَّكة وَفِي التكملة: وَمَدَرةُ: مَضِيقٌ لبَني شُعبَة قُربَ مكَّة، شرَّفها اللهُ تَعَالَى، وَهُوَ ممّا يَلِي الْيمن، فِي دِيَارهمْ. وثَنِيَّةُ مِدْران، بِالْكَسْرِ: من مَساجِد النَّبِي صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم بَين الْمَدِينَة وتَبوك.
والمَدْراء: الضَّبُع، وَيُقَال: ضَبُعٌ مَدْرَاءُ، إِذا كَانَ عظيمَ البَطنِ. وَفِي الأساس: وَيُقَال: أَعْيَثُ من المَدْراء، وَهِي)
الضَّبُع، لغُبْرَةِ لَوْنِها.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute