الأَحْضَابِ، قَالَ رؤبة:
وَقَدْ تَطَوَّيْتُ انْطِوَاءَ الحِضْبِ
بَيْنَ قَتَادِ رَدْهَةٍ وشِقْبِ
يجوزُ أَن يكونَ المرادُ بِهِ الوتَرَ، وأَن يكونَ أَرادَ الحَيةَ.
(و) الحِضْبُ (بالكسْرِ: سَفْحُ الجَبَلِ وجَانِبُهُ) ، والجَمْعُ أَحْضَابٌ، (و) قَالَ الأَزهريّ: الحَضْبُ (بالفَتْحِ: انْقِلَابُ الحَبْلِ حَتَّى يَسْقُط، و) الحَضْبُ أَيضاً (: دُخُولُ الحَبْلِ بَيْنَ القَعْوِ والبَكْرَةِ و) هُوَ مِثْلُ المَرَس، تَقول (حَضِبَتِ البَكْرَةُ كَسَمِعَ) ومَرِسَتْ، وتَأْمُرُ فَتَقُولُ: أَحْضِبْ بمَعْنَى أَمْرِسْ أَيْ رُدَّ الحَبْلَ إِلى مَجْرَاهُ (و) روى الأَزهريّ عَن الفِرَاءِ: الحَضْبُ بالفَتْحِ: (سُرْعَةُ أَخْذِ الطَّرْقِ) بالفَتْحِ (الرَّهْدَنَ إِذا نقَرَ الحَبَّةَ) والطَّرْقُ: الفَخُّ، والرَّهْدَنُ: القُنْبَرُ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَبِه عَبَّر جماعةٌ من أَئمة اللُّغَة، ثمَّ فَسَّرُوا، وَلَيْسَ المصنفُ بمُبْدِعٍ لهَذِهِ العبارةِ حتَّى يُقيمَ عَلَيْهِ شيخُنَا النَّكِيرَ والنفِيرَ، فإِن كَانَ، فعلى الأَزهريِّ والفَرَّاءِ وكما يَدِينُ الفَتَى يُدَانُ، وَلَيْسَ مِن الجَزَاءِ مَفَرُّ.
(والحَضَبُ مُحَرَّكَةً) لُغَةٌ فِي (الحَصَبِ) ، وَمِنْه قرأَ ابْن عَبَّاس {٢. ٠٢١ حضب جَهَنَّم} (الأَنبياء: ٩٨) مَنْقُوطَةً، وَقَالَ الْفراء: يُرِيدُ الحَصَبَ، والحَضَبُ: الحَطَبُ فِي لُغَةِ اليَمَنِ (وَقد يُسَكَّن، وَقيل: هُوَ كُلّ مَا أُلْقِيَ فِي النارِ من حَطَبٍ وغيرِه يُهَيِّجُهَا بِهِ (وحَضَبَ النَّارَ يَحْضِبُهَا: رَفَعَهَا، أَو) حَضَبَ النَّارَ إِذا خَبَتْ ثُمَّ (أَلْقَى عَلَيْهَا الحَطَبَ) لِتَقِدَ، عَن الكسائيّ، (كأَحْضَبهَا، والمِحْضَبُ المِسْعَرُ) وَهُوَ عُودٌ تُحَرَّكُ بِهِ النَّارُ عِنْد الاتِّقَادِ، قَالَ الأَعشى:
فَلَا تَكُ فِي حَرْبِنَا مِحْضَباً
لِتَجْعَلَ قَوْمَكَ شَتَّى شُعُوبَا
وَكَذَلِكَ فِي (المُجْمَل) ، قالَهُ شَيْخُنَا، وَقَالَ الْفراء: هُوَ المِحْضَبُ والمِحْضَاءُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute