أُخْتُ مَيمونةَ بنتِ الحارِثِ الهِلاليّة زَوْجِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلّم، أُمُهُما وَاحِدةٌ. وأُخْتُ لُبَابَةَ أُمِّ الفَضْلِ امرأَةِ العبّاسِ، وكُنَّ تِسْعَ أَخَواتٍ، وكَانَتْ أَسْماءُ فاضلةً جَليلةً، هاجرتْ مَعَ جَعْفَرٍ إِلى الحبشَةِ، ووَلَدتْ لَهُ عَوْناً وَعبد اللهِ، وكانَتْ قبلَ جعْفَرٍ عِنْد حَمْزَةَ بنِ عبْدِ المُطَّلِبِ، فوَلَدتْ لَهُ أَمَةَ اللهِ، ثُمَّ كَانَت عِنْد شَدَّادِ بنِ الهادِ، فولَدتْ لَهُ عبد الله وَعبد الرَّحْمنِ، وَقيل: إِنَّ الَّتِي كانَتْ عِنْد حمْزَةَ وَعند شَدّاد هِيَ أخْتُهَا سَلْمَى لَا أَسماءُ، وتَزَوَّجها بعد جعْفَرٍ أَبُو بكرٍ الصَّدِّيقُ رضِي اللهُ عَنهُ، فوَلَدتْ لَهُ مُحمّداً، وتَزَوَّجها بعده عليُّ بنُ أَبِي طالِبٍ، كرَّم الله وَجهه، فولَدتْ لَهُ يَحْيَى وعَوْناً، ذَكَر ذلِك كلَّه أَبُو القَاسِمِ السُّهيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ، واسْتَوْفَيْتُه عَنْهَا لأَجْلِ تَمامِ الفائِدةِ، وَقد ساقَ ابنُ سعْدٍ نَسَبَها فِي الطَّبَقاتِ، كَمَا ساقَ السُّهيْلِيُّ، مَعَ بعضِ اخْتِلافٍ فِيهِ. وعَمس الكِتَابُ: دَرَسَ، ظاهرُه أَنه من حَدِّ نَصَر، وَكَذَا ضَبْطُه فِي الأُصولِ، إِلاّ ابنَ القَطّاعِ، فقد جعلَه من حدِّ فَرِحَ، وأَنَّ مصْدَرَه العَمَسُ، مُحَرَّكةً. عَمَسَ عَلَيْهِ الشّيءَ يَعْمُسه أَخْفَاهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: خَلَطَه وَلم يُبَيِّنْه، كأَعْمَسَه، وَفِي التَّهْذِيبِ: عَمَّسه. والعَمْسُ أَيضاً: أَن تُرِيَ أَنَّكَ لَا تَعْرِفُ الأَمْرَ وأَنْتَ تَعْرِفُهُ، وَبِه فُسِّر قولُ عليٍّ رَضِي اللهُ تَعَالى عَنهُ: وإِنَّ مُعاوِيَة قادَ لُمَّةً مِن الغُوَاةِ وعَمَسَ عَليهِمُ الخَبَرَ ويُرْوَى بالغينِ المُعْجَمَة. وَفِي النّوادِر: حَلَفَ فُلانٌ على العَمِيسَةِ، كسَفِينَةٍ، وَفِي النُّسَخِ من النَّوادِرِ: العَمِيسِيَّة بزيادَةِ ياءٍ النِّيسْبَة، هَكَذَا فِي سَائِر أُصُولِ القامُوسِ، وَالَّذِي فِي اللِّسَانِ: على العُمَيْسَةِ والغُمَيْسَةِ، بِالْعينِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute