وقالَ الأَزْهَرِيّ: رَأَيْتُ الحَمَصِيصَ فِي جِبَالِ الدَّهْنَاءِ وَمَا يَلِيها، وهِيَ بَقْلَةٌ جَعْدَةُ الوَرَقِ حامِضَةٌ، ولَهَا ثَمَرَةٌ كثَمَرَةِ الحُمّاضِ، وطَعْمُهَا كطَعْمِه، وكُنَّا نَأْكُلُهَا إِذا أَجِمْنَا التَّمْرَ حَلاوَتَه نَتَخَمَّضُ بِهَا ونَسْتَطِيبُهَا. وحَمِيصَةُ، كسَفِينَة، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ حَمَصِيصَةُ، مُحَرَّكَةً، ابنُ جَنْدَلٍ الشَّيْبانِيُّ شاعِر فارِسٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ وضَبَطَه. وحِمْصُ، بالكَسْرِ، كُورَةٌ بالشّامِ مَشْهُورَةٌ، أَهْلُهَا يَمَانُونَ، أَي مِنْ قَبَائِلِ اليَمَنِ، قَالَ سِيبَوَيْه: هِيَ أَعْجَمِيَّةٌ، ولِذلِكَ لَمْ تَنْصَرِفُ، وَقد تُذَكَّرُ، وقالَ الجَوْهَرِيُ: حِمْصُ: بَلَدٌ يُذَكّرُ ويُؤَنّث، قالَ السّنْدُوبِيُّ: مِنْ أَوْسَعِ مُدُنِ الشّامِ، بِهَا نَهْرٌ عَظِيمٌ، ولَهَا رَسَاتِيقُ. سُمِّيَت بحِمْصَ بنِ صهْر بنِ حُمَيْص بنِ صاب بنِ مُكْنِفٍ مِنْ بَنِي عِمْلِيق، افْتَتَحَها أَبُو عُبَيْدَةَ صُلْحاً سنة ثُمّ نَافَقَتْ، ثمَّ صُولِحَتْ، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا خَلْقٌ كثيرٌ مِنَ المُحَدِّثِينَ، وبِهَا قَبْرُ سَيِّدِنا خالِدِ بنِ الوَلِيدِ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ. والحِمّصُ، كحِلِّزٍ وقِنَّبٍ أَيْ بِكَسْرِ المِيمِ المشَدَّدةِ وفَتْحِها، قالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ ثَعْلَب: الاخْتِيَار
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute