بالفَتْحِ والضَّمِّ.
وعَلَى الأَوّل قِرَاءَةُ ابْنِ الزُّبَيْر وأَبِي العَالِيَةِ وأَبِي رَجَاءٍ وقَتَادَةَ، ونَصْرِ بن عَاصم فَقضبَصْتُ قَبْصَةً من أَثَرِ الرَّسُولِ بفَتْح القَاف. وعَلى الثَّانِي قرَاءَة الحَسَنِ البَصْرِيّ، مِثَالُ غُرْفَة. وقِيلَ: هُوَ اسْمُ الفِعْل، وقِرَاءَةُ العَامَّة بالضَّاد المُعْجَمَة. وَقَالَ الفَرَّاءُ: القَبْضَةُ بالكَفِّ كُلِّهَا، والقَبْصَةُ بأَطْرَافِ الأَصَابِع. والقُبْصَةُ والقَبْصَةُ: اسمُ مَا تَناوَلْتَهُ بعَيْنِه. قَبَصَ فُلاناً، وكَذَا الدَّابَّةَ، يَقْبِصُه قَبْصاً: قَطَعَ عَلَيْه شُرْبَهُ قَبْلَ، أَنْ يَرْوَى. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَبَصَ الفَحْلُ: نَزَا، وأَنْشَدَ لِذِي الرُمَّةِ يَصِفُ رِكَاباً:
(ويَقْبِصُ من عَادٍ وسادٍ ووَاخِدٍ ... كَمَا انْصَاعَ بالسِّيِّ النِّعامُ النَّوافِرُ)
قَبَصَ التِّكَّةَ يَقْبِصُهَا قَبْصاً: أَدْخَلَها فِي السَّراوِيلِ فَجَذَبَها، عَن ابنِ عَبَّادٍ. والقَبْصَةُ، بالفَتْح: الجَرَادَةُ الكَبِيرَةُ، عَن كُرَاع. القَبْصَةُ من الطَّعَام: مَا حَمَلَت كَفَّاك، ويُضَمُّ، والجَمْعُ قُبَصٌ، مِثْلُ غُرْفَةٍ وغُرَفٍ، وَمِنْه الحَدِيثُ أَنَّه دَعَا بِلالاً، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، بتَمْرٍ فَجَعَلَ يَجِيءُ بهِ قُبَصاً قُبَصاً، فَقَالَ: يَا بِلَالُ أَنْفِقْ وَلَا تَخْشَ من ذِي العَرْشِ إِقْلالاً. وَقَالَ مُجَاهدٌ فِي قَوْله تَعَالَى: وآتُوا حَقَّه يَوْمَ حَصادِه يَعْنِي القُبَصَ الَّتِي تُعْطَى عِنْدَ الحَصَاد لِلْفُقَرَاءِ. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: هكَذا ذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيّ حَدِيثَ بِلالٍ ومُجَاهِدٍ فِي الصِّادِ المُهْمَلَة، وذَكَرَهُمَا غَيْرُه فِي الضَّادِ المُعْجَمَة.
قَالَ: وكِلاهُمَا جَائزَان، وإِن اخْتَلَفَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute