والدَّعة والراحة الَّتِي ينشأُ عَنْهَا النّوم، يَعْنِي إشهار سيوف الْعدْل كَانَ سَببا فِي ذَلِك، وَفِيه التَّأْكِيد وَالْإِيهَام والمقابلة والاستعارة (مُقَلِّد أعناقِ البرايا) أَي الْخلق (بالتحقيق) أَي التثبيت (طَوْقَ امتنانِه) أَي إحسانه وإفضاله، وَفِيه الْمُبَالغَة والاستعارة (مُقَرِّط) أَي محلِّي (آذانِ اللَّيَالِي) أسماعها أَي جَاعل آذان اللَّيَالِي مُقَرَّطَةً مُشَنَّفةً مُحلَاّةً (على مَا بَلَغَ) أَي وصل إِلَى جَمِيع (المَسامِع) جمع مِسْمع كمنبر: الأُذن، أَي شاع وذاع حَتَّى وصل إِلَى جَمِيع الأسماع (شُنُوفَ) أَي حُلَى (بَيانِه) وَفِيه الِاسْتِعَارَة ومراعاة النظير (مُمهِّد الدّين) أَي مُسهِّله ومُوطِّئه (ومُؤَيِّده) ومُقوِّيه فِي قِيَامه بأُموره وَمَا يصلحه، وَفِيهِمَا تلميح إِلَى ألقاب جَدّ الممدوح الْملك المُؤَيَّد ممهِّد الدّين دَاوُد بن عليّ، كَمَا سَيَأْتِي (مُسَدِّد المُلْكِ) من السَّداد، بِالْفَتْح، هُوَ الصَّوَاب فِي القَوْل والفِعل، أَي مقوّمه ومُنَظِّم مَا اختلَّ مِنْهُ (ومُشَيِّده) أَي رافعه، وَسَيَأْتِي فِي مَادَّته مَا يتَعَلَّق بِهِ، وَفِي الفقرتين الترصيع والالتزام وَالْمُبَالغَة.
(١)
(مولى مُلوك الأَرْض من فِي وَجْهه ... مِقْبَاسُ نُورٍ أَيُّما مِقْبَاسِ)
(٢)
(بَدْرٌ مُحَيَّا وَجْهِهِ الأَسنَى لنَا ... مُغْنٍ عَنِ القمَرَيْن والنِّبراسِ)
(٣)
(مِن أُسْرَة شَرُفَتْ وَجَلَّتْ فاعْتَلَتْ ... عَنْ أَنْ يُقَاسَ عَلاؤُها بِقياسِ)
(٤)
(رَوَوُا الخِلافة كابِراً عَنْ كابِرٍ ... بِصَحِيح إسْنَادِ بِلا إلْبَاسِ)
(٥)
(فَرَوى عَلِيٌّ عَنْ رَسُولٍ مِثلَ مَا ... يَرْوِيه يوسفُ عَنْ عُمَرْ ذِي البَاسِ)
(٦)
(وَرَواه دَاوُودٌ صَحِيحاً عَنْ عُمَرْ ... وروى عَليٌّ عَنْهُ للجُلَاّسِ)
(٧)
(ورَوَاه عَبَّاسٌ كَذَلِك عَنْ عَلِي ... ورَوَاهُ إسماعيلُ عَنْ عَبَّاسِ)
(مولَى) أَي سيّد (مُلوكِ الأَرْض) ومالكهم بسطوته ومآثره (مَنْ فِي وَجْهِه مِقبَاسُ نورٍ) أَي شُعْلَة من نور تلمع فِي وَجه الممدوح (أَيُّما مِقباسِ) أيْ مِقْباس وأيُّ مقباس، أَي مقباس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute