للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هَذَا كَلَام الْعَرَب، وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: إِذا ارْتَفعَ البعيرُ عَن الهَمْلَجَةِ فَذَلِك السَّيْرُ المَرْفوعُ والرَّوافِع، إِذا رفَعوا فِي مَسيرِهم. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: المَرْفوعُ والمَوْضوع من المصادرِ الَّتِي جَاءَت على مَفْعُولٍ، كأنّه لَهُ مَا يَرْفَعُه، وَله مَا يضَعُه مِنْهُ، ورَفَّعَه تَرْفِيعاً، مثل رَفَعَه، يتعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وقَوْله تَعالى: والعمَلُ الصالِحُ يَرْفَعُه قَالَ مُجاهِدٌ: أَي يَرْفَعُ العملُ الصالحُ الكلامَ الطيِّبَ. وَقَالَ قَتادَة: لَا يُقبَلُ قَوْلٌ إلاّ بعمَلٍ. وَفِي أسماءِ الله الحُسنى: الرَّافِع، وَهُوَ الَّذِي يَرْفَعُ المؤمِنَ بالإسْعادِ، وأولياءَه بالتَّقريب. والمِرْفَع، كمِنبَرٍ: مَا رُفِعَ بِهِ، وَكَمَقعدٍ: الكُرْسِيُّ. يَمانِيَةٌ. وقَوْله تَعالى فِي صفةِ القِيامةِ: خافِضَةٌ رافِعَةٌ قَالَ الزَّجَّاج: أَي تَخْفِضُ أَهْلَ المَعاصي، وتَرْفَعُ أَهْلَ الطَّاعَة. وَفِي الحَدِيث: إنَّ اللهَ يَرْفَعُ العَدلَ ويَخفِضُه قَالَ الأَزْهَرِيّ: مَعْنَاهُ أنّه يَرْفَعُ القِسْطَ، وَهُوَ العدلُ فيُعليه على الجَورِ وأهلِه، ومرَّةً يَخْفِضُه، فيُظهِرُ أَهْلَ الجَورِ على العَدل ابْتِلاءً لخَلقِه، وَهَذَا فِي الدُّنْيَا، والعاقِبَةُ للمُتَّقين. ورَفَعَ السرابُ الشخصَ، يَرْفَعُه رَفْعَاً: زَهاه، وَهُوَ مَجاز. ورُفِعَ لي الشيءُ: أَبْصَرْتُه من بُعْدٍ. وتَرافَعا إِلَى الحاكِم: رَفَعَ كلٌّ مِنْهُمَا رَفيعَتَه، أَي قِصَّتَه إِلَيْهِ، وَهُوَ مَجاز. ورَفَعَه على صاحبِه فِي المَجلِس، أَي قدَّمَه، وَيُقَال للداخِل: ارْتَفِعْ، أَي تقدَّم. وَهُوَ مَجاز، وَلَيْسَ من الارْتِفاعِ الَّذِي هُوَ بِمَعْنى العُلُوِّ.