للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَعًا فِي العُلُوِّ، ويقْتَضِي مَعْنَى النُّصْرَةِ، فإنَّ المُضَافَ إليْهِ لَفظُ مَعَ هُو المنْصُورُ، نَحْو قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ إنَّ اللهَ {معَنا وإنَّ} مَعِيَ رَبِّي سيَهْدِينِ وإنَّ اللهَ معَ الذينَ اتَّقَوْا ونَظَائِرُ ذلكَ.

وقالَ أَبُو زَيْدٍ: كَلِمَةُ مَعْ قدْ تَكونُ بمعْنَى عِنْدَ تَقُول: جِئْتُ منْ مَعِ القَوْمِ، أَي: مِنْ عِنْدِهِمْ. قُلْتُ: وقَرَأْتُ فِي كِتَابِ المُحْتَسب فِي الشَّواذِّ لابْنِ جَنِّي فِي سُورَةِ الأنْبِياءِ مَا نَصُّ: قِراءَةُ يَحْيَى بنِ يَعْمَر، وطَلَحَةَ بن مُصَرِّفٍ هَذَا ذِكْرٌ منْ مَعِيَ وذِكْرٌ منْ قَبْلي بالتَّنْوينِ فِي ذِكْرٍ وكَسْرِ المِيمِ منْ مِنْ قالَ: هَذَا أحَدُ مَا يَدُّلُ على أنَّ معَ اسمٌ، وَهُوَ دُخُولُ مِنْ عَليْهَا، حَكى سِيبويْهِ وأبوُ زَيْدٍ ذلكَ عَنْهُم: جِئتُ منْ {مَعِهِمْ، أَي: منْ عِنْدِهم، فكأنّه قالَ: هَذَا ذِكْرٌ من عِنْدِي ومنْ قَبْلِي، أَي: جِئتُ أَنا بهِ، كَمَا جاءَ بهِ الأنْبِياءُ منْ قَبْلِي.

وتَقولُ: كُنّا مَعاً، أَي: جَميعاً قالَهُ اللَّيْثُ، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: مَعًا يُسْتَعْمَلُ للاثْنَيْنِ فصاعِداً، يُقَالُ: هُمْ مَعاً قِيامٌ، وهُنَّ مَعًا قِيامٌ، قالَ أُسامَةُ الهُذَلِيُّ:

(فسامُونَا الهِدَانَةَ منْ قَرِيبٍ ... وهُنَّ مَعًا قِيامٌ كالشُّجُوبِ)

وقالَ آخرُ: لَا تُرْتَجَى حينَ تُلاقِي الذّائِدَا أسَبْعَةً لاقَتْ مَعاً أم واحِدَا وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ:} المعُّ: الذَّوبَانُ.

وَفِي الصِّحاحِ:! المَعْمَعُ: