مُسلِم بن تَمّام بن حُسَيْن بن يُوسُف، وَأَخُوهُ أحمدُ بنُ إِبْرَاهِيم بنِ جُمْلَةَ، سَمِع من ابنِ البُخارِيّ أَيْضا، ذكره البِرزالِيُ، مَاتَ سنةَ. الجُمَّلُ كسُكَّرٍ وصُرَدٍ وقُفْلٍ وعُنُقٍ وجَبَلٍ: حَبلُ السَّفِينة الغَلِيظُ الَّذِي يُقَال لَهُ: القَلْسُ، الأخيرتان عَن ابنِ جِنِّي وقُرِئ بِهنَّ قولُه تَعَالَى: حَتَّى يَلجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ فالأولَى قَرَأَ بهَا عليٌّ وابنُ عبّاس رَضِي الله عَنْهُم، ومُجاهِد وسَعِيد بن جُبَير والشَّعْبِيّ وَأَبُو رَجاء ويَزِيدُ بن عبد الله بن الشِّخِّير، وأبانٌ عَن عاصِمٍ. وَفِي رِوايةٍ عَن ابْن عَبَّاس بتَخْفِيف الْمِيم، وَهِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة، وَبِه قَرَأَ أَبُو عَمْرو، وَالْحسن، وَهِي قِرَاءَة ابنِ مسعوفي، وحُكِيَ ذَلِك عَن أبي بن كَعب أَيْضا. ورُوِى عَن ابْن عَبّاس بِسُكُون الْمِيم أَيْضا، وَهِي الثَّالِثَة، هَذِه جَمْعُ جُمْلَةٍ، مِثال: بُسرٍ وبُسرَة، والجُمْلَةُ: قُوَّةٌ مِن قُوَى الحَبلِ الغَلِيظ. وَقَالَ ابنُ جِنِّي: وأمّا جُمْلٌ: فجَمْع جَمَلٍ، كأَسَدٍ وأُسْدٍ. وَذكر الكَواشِي أَنَّهَا كلّها لُغاتٌ فِي البَعِير، مَا عدا جُمَّلاً، كسُكَّرٍ، وقُفْلٍ، قِيل: وَلَيْسَ بشيءٍ فتأمَّلْ، قَالَه شيخُنا. قلت: وأمّا القِراءةُ الأولى فَإِنَّهُ نقلهَا الفَرّاءُ عَن ابنِ عبّاس، وَقَالَ: مَعناه الحِبالُ المَجْمُوعة وَقَالَ أَبُو طَالب: رَواه الفَرّاءُ بالتَّشديد، وَنحن نَظُنُّ أَنه أَرَادَ التخفيفَ، لأنّ الأسماءَ إِنَّمَا تَأتي على فُعْلٍ، مُخفَّفاً، والجماعةُ تَجِيء على فُعَّلٍ، كصُوَّمٍ ونُوَّمٍ. وكُسكَّرٍ: حِسابُ الجُمَّلِ وَهِي الحروفُ المُقَطَّعة على أبي جادٍ، قَالَ ابنُ دُرَيْد: لَا أحْسَبه عربيّاً. وَقد يُخَفَّفُ قَالَه بعضُهم، قَالَ ابنُ دُرَيْد: ولستُ مِنْهُ على ثِقَة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute