وَابْن عرفه فِي فقه مَالك، وَالْمجد اللّغَوِيّ فِي أسرار اللُّغَة ونوادرها، وَالَّذِي فِي مُعْجم ابْن حجر الْمَكِّيّ بعد البُلْقِينِيّ الزين العِراقي فِي الحَدِيث، وَابْن الملقّن فِي كَثْرَة التصانيف، والفَناري فِي الِاطِّلَاع على الْعُلُوم، تَرْجمهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أنباء الْغمر، واقتفى أَثَره تِلْمِيذه الْحَافِظ السخاوي فِي الضَّوْء اللامع، والسيوطي فِي البغية، وَابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الطَّبَقَات، والصفدي فِي تَارِيخه، والمقري فِي أزهار الرياض.
وَمن مفاخره مَا قَالَه السّيوطي فِي البُغية أَنه سُئل بالروم عَن قَول سَيّدنا عليٍّ كرم الله وَجهه لكَاتبه " أَلْصِقْ رَوَانِفَكَ بِالجَبُوب، وخُذْ المِزْبَر بِشَنَاتِرِك واجعَل حُندورَتَيْك إِلَى قَيْهَلي حَتَّى لَا أَنغِي نَغْيَةً إِلَّا وَقد وَعَيْتَها فِي حَماطة جُلْجلانِك " مَا مَعناه فَقَالَ: " أَلزِق عِضْرِطَكَ بالصَّلَّة، وَخذ المسطر بأَباخسك، وَاجعَل جحمتَيك إِلَى أُثعباني، حَتَّى لَا أَنبِس نَبَسَة إِلَّا وعَيْتها فِي لمظَة رِبَاطِك " فعَجب الْحَاضِرُونَ من سرعَة الْجَواب، وَمِنْهَا فِي أزهار الرياض فِي أَخْبَار القَاضِي عِيَاض للمقري، وَنَقله عَنهُ شيخ مَشَايِخنَا سَيِّدي أَحْمد زَرُّوق بن مُحَمَّد بن قَاسم الْبونِي التَّمِيمِي فِي كراسة إجَازَة لَهُ مَا نَصه: وَمن أغرب مَا منح الله بِهِ الْمجد صَاحب الْقَامُوس أَنه قَرَأَ بِدِمَشْق بَين بَاب النَّصْر والفرج تجاه نَعْل النَّبِي
، على نَاصِر الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن جهبل صَحِيح مُسلم فِي ثَلَاثَة أَيَّام، وَصرح بذلك فِي ثَلَاثَة أَبْيَات فَقَالَ:
(قَرَأْتُ بِحَمْد اللهِ جَامِعَ مُسْلِمٍ ... بِجَوْفِ دِمَشْقِ الشَّامِ جَوْفاً لإسْلامِ)
(عَلَى نَاصِرِ الدِّينِ الإِمَام ابنِ جَهْبَلٍ ... بِحَضْرَة حُفّاظ مَشاهِيرَ أَعْلَامِ)
(وتَمَّ بِتَوْفِيق الْإِلَه وفَضْله ... قِرَاءَةَ ضَبْطٍ فِي ثَلاثَة أَيَّامِ)
قلت: وَفِي ذيل ابْن فَهد على ذيل الشريف أبي المحاسن فِي بَيَان طَبَقَات
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute