للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَنْجِدَةٍ، جَمْع نِجَادٍ، الَّذِي هُوَ جَمْعُ نَجْدٍ، قَالَ زِيَادُ بن مُنْقِذٍ فِي معنَى أَنْجهدَةٍ (بِمَعْنى أَنْجُدٍ) يَصِفُ أَصحاباً لَهُ كَانَ يَصْحَبُهُم مَسْرُوراً:

كَمْ فِيهِمُ مِنْ فَتًى حُلْوٍ شَمَائِلُهُ

جَمِّ الرَّمَادِ إِذا مَا أَخْمَدَ البَرِمُ

غَمْرِ النَّدَى لَا يَبِيتُ الحَقُّ يَثْمُدُهُ

إِلَاّ غَدَا وَهُوَ سَامِي الطَّرْفِ مُبْتَسِمُ

يَغْدُو أَمَامَهُمُ فِي كُلِّ مَرْبَأَةٍ

طَلَاّعِ أَنْجِدَةٍ فِي كَشْحِةِ هَضَمُ

وَمعنى يَثْمُدُه يُلِحُّ عَلَيْهِ فيُبْرِزُ، قَالَ ابْن بَرِّيّ: وأَنْجهدَة من الجُمُوع الشّاذَّة، كَمَا تقدَّم.

(وأَنْجَدَ) الرَّجلُ (: أَتَى نَجْداً) ، أَو أَخَذَ فِي بِلَاد نَجْدٍ، وَفِي الْمثل (أَنْجَدَ مَنْ رَأَى حَضَناً) وَقد تَقَدَّم.

وأَنْجَدَ القَوْمُ من تِهَامَةَ إِلى نَجْد: ذَهَبُوا، قَالَ جَرِيرٌ:

يَا أُمَّ حَزْرَةَ مَا رَأَيْنَا مِثْلَكُمْ

فِي المُنْجِدِينَ وَلَا بِغَوْرِ الغَائِرِ

(أَو) أَنجَدَ (: خَرَجَ إِليه) ، رَوَاهَا ابنُ سِيدَه عَن اللِّحْيَانيّ.

(و) أَنجَدَ الرجلُ (: عَرِقَ) ، كنَجِدَ، مثل فَرِحَ.

(و) أَنْجَدَ (: أَعَانَ) ، يُقَال: استَنْجَدَه فأَنْجَدَه: استَعانه فأَعَانَه، وكذالك اسْتَغَاثه فأَغاثه، وأَنْجَدَه عَلَيْهِ، كَذَلِك.

(و) أَنْجَدَ الشيْءُ (: ارْتَفَعَ) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعَلِيهِ وَجَّهَ الفارِسِيّ روايةَ مَنْ رَوَى الأَعشى:

نَبِيٌّ يَرَى مَالَا تَرَوْنَ وَذِكْرُهُ

أَغَارَ لَعَمْرِي فِي البِلادِ وأَنْجَدَا

فَقَالَ: أَغَارَ: ذَهَبَ فِي الأَرْض، وأَنْجَدَ: ارْتَفَعَ. قَالَ: وَلَا يكون أَنْجَدَ فِي هاذه الرِّواية أَخَذَ فِي نَجْدٍ، لأَن الأَخْذ فِي نَجْدٍ إِنما يُعادَلُ بالأَخْذِ فِي الغَوْرِ، وذالك لتقابُلهِمَا، وليستْ أَغَارَ من الغَوْرِ، لأَن ذالك إِنما يُقَال فبه غَارَ، أَي أَتَى الغَوْرَ، قَالَ: وإِنما