وَإِنَّمَا خُصَّت تِلْكَ الأوقاتُ جَرْياً على الْغَالِب (للمُجتدِي) أَي طالبِ الجَدْوَى أَي السَّائِل، والجَدْوَى والجَدَا العَطِيّة (والجَادِي) المُعطِي، ويأْتي بِمَعْنى السَّائِل أَيْضا، فَهُوَ من الأَضداد، قَالَ شَيخنَا: وَلم يذكُره الْمُؤلف، وَقد ذكره الإِمَام أَبُو عَلِيٍّ القالي فِي كتاب الْمَقْصُور والممدود، وَبَين الجادى والجادى الجِناسُ التامُّ، وَبَينه وَبَين المُجتدى جناسُ الِاشْتِقَاق، وَفِي بعض النّسخ المُحتدِي، بِالْحَاء الْمُهْملَة، وَهُوَ غلط (وناقِعِ) أَي مُرْوِي ومُزِيلِ (غُلَّةِ) بالضمِّ العطَشُ (الصَّوادي) جمع صَادِية، وَهِي العَطْشَى، وَالْمرَاد بالغُلَّة مُطلَقُ الحَرارة، من بَاب التَّجْرِيد، وفسَّرها الْأَكْثَرُونَ بالنَّخيل الطِّوال، لَكِن المقامَ مَقامُ العُموم، كَمَا لَا يخفى، قَالَه شَيخنَا (بالأهاضيب) الأمطار الغزيرة، أَو هِيَ مُطلَق الأمطارِ و (الثَّوَادى) صِفَتُها، أَي الْعَظِيمَة الكثيرةُ الماءِ، أَو من بَاب التَّجْرِيد، وَيُقَال مطرة ثَدْياء، أَي عَظِيمَة غَزيرةُ الماءِ، وَفسّر شارِحُ الْخطْبَة عِيسَى بنُ عبد الرَّحِيم الأهاضيبَ بالجبالِ المُنبسِطَةِ على وجْهِ الأَرْض، والثَّوادي بِمَا فسَّره الْمُؤلف فِي مَادَّة ث د ى أَنَّهَا جمع ثادِيَة، إِمَّا من ثَدِيَ بالكسرِ إِذا ابتلَّ، أَو من ثَداه إذَا بلَّه، وهما بعِيدان عَن معنى المُراد، وَقيل إِنَّه من المهموزِ الْعين، وَالدَّال الْمُهْملَة لامٌ لَهُ، كَأَنَّهُ جمع ثَأْداءَ كصحراءَ وصحارِى، وَفِي بعض النّسخ بالنُّون، وَهُوَ خطأٌ عَقْلاً ونَقْلاً (ودافعِ) أَي صارِف ومُزيل (مَعَرَّة) بِفَتْح الْمِيم وَالْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الرَّاء أَي الْإِثْم، عَن الْجَوْهَرِي، وَهُوَ مُستَدْرك على المؤلّف، كَمَا يَأْتِي فِي محلِّه، ووُجِد فِي بعض النّسخ هُنَاكَ الِاسْم، بِالسِّين الْمُهْملَة بدل الثَّاء، وتُطلَق المعرَّة بِمَعْنى الْأَذَى، وَهُوَ الأشبهُ بالمراد هُنَا، وَتَأْتِي بِمَعْنى الغُرْم والخِيانة والعَيْب والدِّية، ذكرهَا الْمُؤلف، وَبِمَعْنى الصُّعُوبة والشِّدَّة، قَالَه العكبريُّ والشَريشي (العَوَادى) جمع عَادِيَة من العُدْوانِ، وَهُوَ الظُّلم، وَالْمرَاد بهَا هُنَا السِّنونَ المجدِبَةُ على التَّشْبِيه، وَهَذَا الْمَعْنى هُوَ الَّذِي يُناسبه سِياق الكلامِ وسِبَاقه، وأمَّا جعلُهُ جمعَ عادِ أَو عادِيَة بِمَعْنى جماعةِ القَوْم يَعْدُون
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute