للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لِلْقِتَالِ، أَو أوّل من يَحمِل من الرَّجَّالة، وجَعْلُه بِمَعْنى مَا يغْرَس من الكَرْم فِي أُصولِ الشجرِ العِظام، أَو بِمَعْنى جماعةٍ عادِيَة أَو ظالِمة فيأْباه الطبعُ السليمُ، مَعَ مَا يَرِد على الأوَّلِ من أَن فاعِلاً فِي صِفات المُذكَّر لَا يُجْمع على فَوَاعل، كَمَا هُوَ مُقرَّر فِي مَحَله (بالكَرَمِ) أَي بالفَضْلِ (المُمادى) الدَّائِم والمستمرّ البالِغ الْغَايَة، وَفِي بعض النّسخ المُتمادى، بِزِيَادَة التَّاء، وَهُوَ الظَّاهِر فِي الدِّرَايَة، لشُيُوعِ " تمادَى " على الْأَمر إِذا دَامَ واستمرَّ دون " مَادَى " وَإِن أثْبته الْأَكْثَرُونَ، والأُولَى هِيَ الْمَوْجُودَة فِي الرَّسوليَّة (ومُجْرى) من الجَرْيِ وَهُوَ المرُّ السَّرِيع أَي مُسِيل (الأَوْداء) جمع وادِ، وَالْمرَاد مَاؤُهُ مجَازًا، ثمَّ المُرَاد الإحسانات والتفضُّلات، فَهُوَ من الْمجَاز على الْمجَاز، ثمَّ ذَكَر العَيْنَ فِي قَوْله (مِنْ عَيْن العَطاءِ) تَرشيحاً للمجاز الأوَّل اسْتِقْلَالا وَللثَّانِي تَبعاً، وَمثل هَذَا الْمجَاز قَلَّمَا يُوجَد إِلَّا فِي كَلام البُلغاء، والعطاءُ بِالْمدِّ والقَصْر نَوْلُكَ السَّمْحُ وَمَا يُعْطَى، كَمَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى (لكل صادى) أَي عَطْشان، وَالْمرَاد هُنَا مُطلَق المحتاجِ إِلَيْهَا والمشتاق لَهَا، قَالَ شَيخنَا: وَفِي الْفَقْرَة تَرْصِيع السَّجْع (باعِث) تَجوزُ فِيهِ الأوْجُه الثَّلَاثَة، والاستئناف أوْلَى فِي المَقام، لِعِظمِ هَذِه النِّعمة، وَالْمعْنَى مُرْسل (النبيِّ الْهَادِي) أَي المرشِد لعباد الله تَعَالَى، بدُعائهم إِلَيْهِ، وتعريفهم طرِيقَ نَجاتهم (مُفْحِماً) أَي حالةَ كَونه مُعجِزاً (بِاللِّسَانِ الضادِي) أَي العربيّ، لِأَن الضَّاد من الحُروف الخاصَّة بلغَة الْعَرَب (كُلَّ مُضَادِي) أَي مُخالِف ومُعانِد ومُعارِض، من ضَادَاه، لُغَة فِي ضَادَّه، وَضبط ابْن الشحْنة، والقَرافي، بالصَّاد الْمُهْملَة فيهمَا، فالصَّادي من صَاداه إِذا دَاجَاه ودَارَاه وسَاتَرَه، والمُصادِي من صَدّه يَصُدُّه إِذا مَنعه، والمُصادِي: المُعارض، ويُخالفان النقْلَ الصحيحَ المأْخوذ عَن الثِّقاتِ، مَعَ أَن فِي الثَّانِي خَلْطاً بَين بابَي المُعتلِّ والمُضاعَف، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، وَبَين الضادي والمضادي جِناسٌ كَمَا هُوَ بيِّنٌ مفحماً (ومُفَخَّماً) أَي وَحَالَة كَونه مُعظَّماً ومُبجَّلاً جَزْلَ المنطِقِ (لَا تَشِينه) أَي لَا تَعِيبه مَعَ فخامتِه وحُسْنِ كلامِه