للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(الهُجْنَة) قُبْحُ الْكَلَام (والعُجْمة) العجْز عَن إقامةِ الْعَرَبيَّة لعُجمة اللِّسَان (والضَّوادي) الكلامُ الْقَبِيح أَو مَا يُتَعلَّل بِهِ، وَالْمعْنَى أَي لَا يلْحقهُ

شيءٌ مِمَّا ذكر، وَلَا يتَّصِف بِهِ، وَقد تقدم فِي المقدِّمة " أَنا أفْصَحُ منْ نَطق بالضَّاد بَيْدَ أنِّي من قُرَيْش " الحَدِيث، وتقدَّم أَيْضا بيانُ أفصحيَّتِه،

، وتَعجُّب الصحابةِ رِضوانُ الله عَلَيْهِم مِنْهُ، وَفِيه مَعَ مَا قبله نوعٌ من الجِناس، قَالَ شَيخنَا: وَهَذِه اللَّفْظَة مِمَّا استدركها المؤلفُ على الجوهريِّ وَلم يُعرَف لَهُ مُفْرد (مُحَمَّد) قَالَ ابْن القيّم: هُوَ عَلَمٌ وصِفة، اجْتمعَا فِي حَقِّه

، وعلَم مَحْضٌ فِي حقّ من تَسمَّى بِهِ غَيره، وَهَذَا شأْنُ أسمائِه تَعَالَى وأسماءِ نَبيّه

، فَهِيَ أعلامٌ دالَّة على معانٍ، هِيَ أوصافُ مَدْحٍ، وَهُوَ أعظم أَسْمَائِهِ

وَأَشْرَفهَا وأشهرها، لإنبائه عَن كَمَال ذَاته، فَهُوَ المحمودُ مرَّةً بعد مرَّةٍ، عِنْد الله وَعند الملائِكة، وَعند الْجِنّ وَالْإِنْس، وَأهل السَّمَاوَات وَالْأَرْض، وأُمتُه الحمَّادُون وبيدِه لواءُ الْحَمد، وَيقوم المقامَ المحمودَ يومَ الْقِيَامَة، فيحمَدُه فِيهِ الأوَّلون والآخِرُون، فَهُوَ عَلَيْهِ الصَّلَاة والسلامُ الحائزُ لمعاني الحمدِ مُطلقًا. وَقد ألَّف فِي هَذَا الاسمِ المبارَك وبيانِ أسرارِه وأنوارِه شيخُ مشايِخنا الإِمَام شَرَفُ الدِّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد الخليليّ الشافعيّ نزيلُ بيتِ الْقُدس كُرَّاسةً لَطيفةً، فراجِعْها (خَيْرِ) أَي أَفضَلِ وأَشرفِ (مَنْ حَضَر) أَي شهد (النَّوادِي) أَي الْمجَالِس مُطلقًا، أَو خَاص بمجالس النَّهارِ أَو الْمجْلس مَا داموا مُجْتَمعين فِيهِ، كَمَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى (وأفصحِ) أَي أَكثر فصاحةً من كُلِّ (من رَكِب) أَي علا واستوى (الخَوادي) هِيَ الْإِبِل المُسرِعة فِي السَّيْر، وَيسْتَعْمل فِي الْخَيل أَيْضا، مفردها خادٍ أَو خادِيَة، وَإِنَّمَا خصت الْإِبِل لِأَنَّهَا أَعظمُ مراكِب الْعَرَب وجُلُّ مَكَاسِبها (وأَبلَغِ) اسْم تَفْضِيل من البَلاغة، وَهِي المَلَكةُ، وتقدَّم تَعْرِيفهَا (مَنْ حَلَب) أَي استخرج لَبَن (العَوَادِي) هِيَ الْإِبِل الَّتِي تَرْعَى