أَي امتزج بِي هَذَا الْفَنّ امتزاجَ الصِّبغ بالمصبوغ (وَلم أَزَلْ) كَذَا الرِّوَايَة عَن الشُّيُوخ، أَي لم أبرَحْ، وَفِي بعض النّسخ لم أَزُلْ، بِضَم الزَّاي، مَعْنَاهُ لم أفارِق، من الزَّوال، وَفِيه تعسُّف ظَاهر (فِي خِدمته مُستدِيما) أَي دَائِما متأنياً فِيهَا. وَفِي الفقرات لُزُوم مَا لَا يلْزم (وكنتُ بُرْهَة) بِالضَّمِّ، وروى الْفَتْح، قَالَ العكبريّ عَن الجوهريّ، هِيَ الْقطعَة من الزَّمَان، وَقَوله (من الدَّهْر) أَي الزَّمن الطَّوِيل، وَيقرب مِنْهُ مَا فسّره الرَّاغِب فِي الْمُفْردَات: إِنَّه فِي الأَصْل اسْم لمُدَّة العالَم من ابْتِدَاء وجوده إِلَى انقضائه، وَمِنْهُم من فسَّر البُرهة بِمَا صدَّر بِهِ المُصَنّف فِي المادَّة، وَهُوَ الزَّمن الطَّوِيل، ثمَّ فسّر الدَّهْر بِهَذَا الْمَعْنى بِعَيْنِه، وَأَنت خَبِير بِأَنَّهُ فِي مَعزِل عَن اللطافة وَإِن أورد بعضُهم صِحَّته بتكلّف، قَالَه شَيخنَا (ألتمِسُ) أَي أطلب طلبا أكيداً مرَّةً بعد مرَّةٍ (كِتاباً) أَي مُصنَّفاً مَوْضُوعا فِي هَذَا الْفَنّ، مَوْصُوفا بِكَوْنِهِ (جَامعا) أَي مُستقصِياً لأكثرِ الفنِّ مملوءًا بغرائبه، وَيُوجد فِي بعض النّسخ قبل قَوْله جَامعا " باهراً "، وَلَيْسَ فِي الأُصول المصححة (بَسيطا) وَاسِعًا مُشْتَمِلًا على الْفَنّ كلّه أَو أَكْثَره مَبْسُوطا يَسْتَغْنِي بِهِ عَن غَيره (ومُصنَّفا) هَكَذَا فِي النّسخ وَفِي بَعْضهَا تَصنيفاً (على الفُصح) بِضَمَّتَيْنِ، جمع فَصيح كقَضيب وقُضُب أَو بِضَم فَفتح ككُبْرى وكُبَر (والشوارِد) هِيَ اللُّغَات الحُوشية الغَريبة الشاذَّة (مُحِيطا) أَي مُشْتَمِلًا، وَلذَا عُدِّيَ بعَلى، أَو أَن عَلَى بِمَعْنى الْبَاء، فَتكون الْإِحَاطَة على حَقِيقَتهَا الْأَصْلِيَّة (ولمَّا أعياني) أَي أتعبني وأعجزني عَن الْوُصُول إِلَيْهِ (الطلاب) كَذَا فِي النّسخ والأُصول، وَهُوَ الطَّلَب، ويأْتي من الثلاثي فَيكون فِيهِ معنى الْمُبَالغَة، أَي الطّلب الْكثير، وَفِي نُسْخَة الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ بن غَانِم المقدسيّ رَحمَه الله تَعَالَى التَّطلاب، بِزِيَادَة التَّاء، وَهُوَ من المصادر القياسيَّة تأْتي غَالِبا للْمُبَالَغَة (شَرَعْت فِي) تأليف (كتابي) أَي مُصَنَّفي (المَوْسُوم) أَي المجعول لَهُ سِمَة وعلامة (باللامِع المُعْلَم العُجاب) هُوَ عَلَم الكتابِ، واللامع: المضيء، والمعلم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute