للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تَنْبُتُ فِي أَرْومٍ، وتَرْتَفِعُ نَحْوَ ذِراعٍ، ولَهَا وَرَقَةٌ مُدَوَّرَةٌ حَرْشاءُ خَضْراءُ شَديدَةُ الخُضْرَةِ، وهِي مَرْعىً من الخُلَّةِ، وإِنَّمَا قيلَ لَهَا: الكَرِشُ لأَنَّ وَرَقَها يُشْبهُ خَمْلَ الكَرِشِ، فِيهَا تَعيِينٌ، كأَنَّهَا مَنْقُوشَةٌ. وَقَالَ أَبو نَصْر: الكَرِشُ: من الذُّكُورِ، وقَالَ غَيْرُه: مَنَابِتُه السَّهْلُ، وقَالَ غَيْرُه: يَجُوزُ كرِشٌ وكِرْشٌ، كَمَا فِي الكِرْشِ المَعْرُوفةِ، نَقله الصّاغَانِيُّ. وقالَ ابنُ) سِيدَه: الكَرِشُ والكَرِشَةُ مِنْ عُشْبِ الرَّبِيعِ، وَهِي نَبْتَةٌ لاصِقَةٌ بالأَرضِ، بُطَيْحاءُ الوَرَقِ، مُعْرَضَّةٌ غُبَيْرَاءُ، وَلَا تَكادُ تَنْبُتُ إِلا فِي السَّهْلِ، وتَنْبُت فِي الدِّيَارِ، وَلَا تَنْفَعُ فِي شَئٍ وَلَا تُعَدُّ، إِلَاّ أَنّه يُعْرَف رَسْمُهَا. والكِرْشِيُّونَ، بالكَسْرِ، وككَتِفٍ أَيْضاً: هُمْ أَهْلُ وَاسِط العِرَاقِ، لأَنَّ الحَجّاجَ لمّا بَناهُ كَتَب إِلَى عَبْدِ المَلِكِ: إِنّي اتَّخَذْتُ مَدِينَةً فِي كَرِشٍ من الأَرْضِ بَيْنَ الجَبَلِ والمِصْرَيْنِ، وسَمَّيْتُهَا بوَاسِطَ، لِكَوْنِها مُتَوَسِّطَةً بَيْنَهُمَا، وسَيَأْتِي. وَمن المَجَاز: قَوْلُهُمْ: لَوْ وَجَدْتُ إِلَيْهِ فَاكَرِشٍ، أَي سَبِيلاً وَفِي الصّحاحِ: وقَوْلُ الرَّجُلِ إِذا كَلَّفْتَه أَمراً: إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذلِكَ فاكَرِشٍ، أَصْلُه: أَنَّ رَجُلاً فصَّلَ شَاة فأَدْخَلَها فِي كرشِهَا، لِيَطْبُخَها، فقِيلَ لَهُ: أَدْخِل الرَّأْسَ، فقالَ: إِنْ وَجَدْتُ إِلى ذلِكَ فَاكَرِشٍ، يعنِي إِنْ وَجَدْتُ إِلَيْه سَبِيلاً، انْتهى. ويُقَالُ: مَا وَجَدتُ إِلَيْه فاكَرِشٍ، أَيْ سَبِيلاً. وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: لَو وَجَدْتُ إِليه فَاكَرِشٍ، وبابَ كَرِشٍ، وأَدْنَى فِي كَرِشٍ لأَتَيْتُه، يَعْنِي قَدْرَ ذلِكَ من السُّبُلِ. وَفِي حَدِيثِ الحَجّاجِ: لَوْ