عَن اللُّغَة وَأَهْلهَا على وَجه الِاسْتِعَارَة التخييلية والمكنية والترشيحية (أَصْلاً) انتصابه على الظَّرْفِيَّة، أَي لم يتصوّح وقتا من الْأَوْقَات (وَرَاسا) هُوَ فِي نسختنا بِإِثْبَات الْهَمْز، وَسَقَطت عَن غَالب الأُصول المصححة، وَهُوَ على لُغَة بني تَمِيم فَإِنَّهُم يتركون الْهَمْز لزُوماً، خلافًا لمن زعم أَن ترك الْهَمْز إِنَّمَا هُوَ تَخْفيف، قَالَه شَيخنَا، وَالْمرَاد أَن تِلْكَ الدَّوَائِر الَّتِي دارت على أهل اللُّغَة لم تستأصلهم بالكلّيّة، بل أبقت مِنْهُم بقيّة قَليلَة، تنجع إِذا سقتْها سحائبُ التدارُكِ مِمَّن يقيِّضه الله على عَادَته إحْيَاء للدّين وعلومه، وَفِي الْفَقْرَة ترصيع (وَلم تُستَلَبْ) أَي لم تختلس وَلم ينتزع ذَلِك النبت الَّذِي أُريد بِهِ اللُّغَة، وَهُوَ من الافتعال، وَفِي نُسْخَة: وَلم يتسلَّب، من بَاب التفعُّل، فَهُوَ نَظِير لم يتَصَوّح، وَمثله فِي شرف إيوَان الْبَيَان (الأَعْواد المُورِقةُ) أَي الأغصان الَّتِي نبت عَلَيْهَا وَرَقُها (عَن آخِرِها) أَي بِتَمَامِهَا وَكلهَا، وَهَذِه الْكَلِمَة استعملها الْعَرَب قَدِيما وأرادت بهَا الِاسْتِيعَاب والشمول (وَإِن أَذْوَت) أَي أَجَفَّت وأَيبَسَتْ (اللَّيَالِي) أَي حركاتها (غِرَاسا) جمع غَرْسٍ أَو مُفْرد بِمَعْنى المغروس، كاللِّباس بِمَعْنى الملبوس، وَفِي الْفَقْرَة الْتِزَام مَا لَا يلْزم، وَهُوَ الرَّاء قبل الْألف الموالية للسين الَّتِي هِيَ القافية، وَفِي نُسْخَة: وَإِن أذوت الْأَلْسِنَة ثمار اللَّيَالِي غراسا (وَلَا تَتَساقَطُ عَن عَذَبات) جمع عَذَبة محركة فيهمَا، وَهِي الطَّرَف، وعَذَبة الشجرةِ غُصْنُها كَمَا سَيَأْتِي تَحْقِيقه فِي مادته (أفنانِ) جمع فَنَن، هُوَ الغُصن (الْأَلْسِنَة) جمع لِسان هُوَ الْجَارِحَة (ثِمارُ اللِّسَان) أَي اللُّغَة، وَفِي الأَصْل الْبَيَان (العربِيّ) منسوبة للْعَرَب (مَا اتّقَتْ) أَي تحفَّظت (مُصادمَةَ) أَي مدافعة (هُوجِ) بِالضَّمِّ، جمع هَوْجاء، وَهِي الرِّيح الْعَظِيمَة الَّتِي تَقلع البيوتَ وَالْأَشْجَار (الزَّعازِع) جمع زَعْزَع، وَالْمرَاد بهَا الشدائد، وَجعل ابنُ عبد الرَّحِيم الهُوجَ جمع هَوَج محركة، وتمحَّل لبَيَان مَعْنَاهُ، وَهُوَ غلط (بمُناسَبَةِ) أَي مشاكلة ومقاربة (الكِتابِ) وَهُوَ الْقُرْآن الْعَظِيم كَلَام الله الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute