للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(صَحيحاً عَن) جده الْملك الْمَنْصُور (عُمَرْ) وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لم يلِ الْخلَافَة بعد وَالِده، وَإِنَّمَا وَليهَا بعد أَخِيه الْملك الْأَشْرَف وَغَيره، وَقَوله صَحِيحا يُشِير إِلَى ذَلِك، وَفِيه تَلميحٌ لطيفٌ. وأعقب الْملك المؤيدُ داؤوُد، علَى مَا قَالَه الْملك الْأَشْرَف خَمْسَة: عُمَر، وضرغام الدّين حسن، وقطب الدّين عِيسَى، وَأحمد، وَيُونُس. قلت: وَلم يذكر الْمُجَاهِد عليًّا، لتأَخُّر وِلَادَته عَن التَّأْلِيف، وَفِيه الْبَيْت والعَدَد والخلافة، وَقد تقدّم ذِكْرُ المسعود، وَله ولد اسْمه أَسد الْإِسْلَام مُحَمَّد، وَكَذَلِكَ الْمَنْصُور أَيُّوب لَهُ أَحْمد وَإِدْرِيس، وَكَذَلِكَ المفضّل، وَله عمر، وَكَذَلِكَ الفائز وَله يُوسُف وَعلي وَإِسْمَاعِيل وَرَسُول (ورَوَى) الْملك الْمُجَاهِد (عَليٌّ عَنهُ) أَي عَن وَالِده دَاوُد (للجُلَاّس) ولي السلطنة بعد أَبِيه فِي ذِي الْحجَّة سنة ٧٣١ وثار عَلَيْهِ ابنُ عَمه الظَّاهِر بن مَنْصُور، فغلبه، وَاسْتولى أَبوهُ الْمَنْصُور وَقبض على الْمُجَاهِد، ثمَّ مَاتَ فَقَامَ الظَّاهِر، وَجَرت بَينه وَبَين الْمُجَاهِد حُروبٌ، وَاسْتقر الظَّاهِر بالبلاد، واستقرت تعزّ بيد الْمُجَاهِد، فَخرج من الْحصار، ثمَّ كَاتب المجاهدُ الناصرَ صاحبَ مصر. فَأرْسل لَهُ عسكراً، وَجَرت لَهُم قِصصٌ طَوِيلَة، إِلَى أَن آل الْأَمر للمجاهد، وَاسْتولى على الْبِلَاد كلهَا، وَحج سنة ٧٤٣ وَلما رَجَعَ وجد ولَدَه قد غلب على المملكة ولُقِّب بالمؤيد، فحاربه إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وَقَتله، ثمَّ حجّ سنة ٧٥١ وقدّم محمله على محمل المصريّين، وَوَقع بَينهم الحروب، وأُسِر المجاهدُ وحُمل إِلَى الْقَاهِرَة، وأكرمه السُّلْطَان النَّاصِر وحلّ قَيده، وخلع عَلَيْهِ، وجهزه إِلَى بِلَاده، ثمَّ أُعيد إِلَى مصر أَسِيرًا وحُبس فِي الكَرك، ثمَّ أُطلِق وأُعيد إِلَى بِلَاده على طَرِيق عَيْذَاب، وَاسْتقر فِي مَمْلَكَته إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمادى الأُولى سنة ٧٦٧ وَذكر اليافعي فِي تَارِيخه أَن للمجاهد نظماً ونثرًا وديوانَ شعرٍ وَمَعْرِفَة بِعلم الْفلك والنجوم والرّمْل وَبَعض الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة من فقه وَغَيره (ورَوَاه) الْملك الْأَفْضَل (عَبَّاسٌ) صَاحب زبيد وتعزّ، ولي سنة ٧٦٤ وَأقَام فِي إِزَالَة المتغلِّبين