للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من بني ميكال، إِلَى أَن استبدّ بالمملكة، وَكَانَ يحب الْفضل والفُضلاء، وألَّف كِتاباً وسماهُ نزهة الْعُيُون، وَله مدرسة بتعزّ، وأُخرى بِمَكَّة، توفّي فِي شعْبَان سنة ٧٧ {كَذَلِك عَن) وَالِده (عَلى) السَّابِق ذِكرُه (ورَوَاه) الممدوح الْملك الْأَشْرَف ممهد الدّين (إسماعيلُ عَن) وَالِده (عَبَّاس) ولي السلطنة بعد أَبِيه فَأَقَامَ فِيهَا خمْسا وَعشْرين سنة، وَكَانَ فِي ابْتِدَاء أمره طائشاً، ثمَّ توقَّر وأَقبل على الْعلم وَالْعُلَمَاء وأحبّ جمعَ الكُتب، وَكَانَ يُكْرِم الغُرباء، ويبالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِم، امتدحتُه لما قدِمْت بلدَه، فأثابني، أحسنَ الله جزاءه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ٨٠٣ بِمَدِينَة تعز، وَدفن بمدرسته الَّتِي أنشأَها بهَا وَلم يكمل الْخمسين. هَذَا كَلَام الْحَافِظ ابْن حجر، نَقله عَنهُ شَيخنَا. قلت: وَكَانَت رِحلة الْحَافِظ إِلَى زبيد سنة ثَمَانمِائَة. وألّف لَهُ المؤلّف عدَّة تآليف باسمه وَكَانَ قد تزوّج بابنته، وَهُوَ الَّذِي ولاّه قضاءَ الْأَقْضِيَة بِالْيمن، وَقد تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ (تَهُبُّ) بِالضَّمِّ على غير قِيَاس كَمَا قَالَه الشَّيْخ ابْن مَالك (بِهِ) أَي الممدوح وَالْبَاء سَبَبِيَّة وَفِي نُسْخَة الأَصْل عِنْد مدح ولدَيْ صاحبِ الدِّيوَان السعيد مَا نَصه: يَهُبُّ بهما (علَى رِياض) وَفِي نُسْخَة الأَصْل: روض (المُنَى) جمع مُنْيَة بِالضَّمِّ، وَهِي مَا يتمنّاه الْإِنْسَان وتتوجَّه إِلَيْهِ إِرَادَته (رِيحَا) تَثْنِيَة ريح مُضَاف إِلَى المتعاطفين وهما (جنُوب وشَمَال) إِضَافَة العامّ إِلَى الخاصّ، وَفِيه تَشْبِيه الْمَعْقُول بالمحسوس والاستعارة وَشبه التفويف (وتَقِيل) أَي تُقِيم، وَقد يُقَيَّدُ بِطول النَّهَار، كالبيْتُوتَة بطُول اللَّيْل (بمكانه) أَي الممدوح. وَفِي نُسْخَة الأَصْل: ويَقِيل بمكانهما (جنَّتان) تَثْنِيَة جَنَّة بِالْفَتْح (عَن يَمِين وشِمال) الجهتان المعروفتان، وَفِي الفقرتين الجِناس التَّام إِن قُرِئ الشمَال فيهمَا بِالْفَتْح فَقَط أَو الْكسر فَقَط، لِأَنَّهُمَا لُغَتَانِ فِي كلّ من الرّيح والجِهة، وَإِن ضبطت الْجِهَة بِالْكَسْرِ وَالرِّيح بِالْفَتْح على مَا هُوَ الْأَفْصَح فالجناس محرَّف، والاقتباس ظَاهر، قَالَه شَيخنَا (وتَشتمِل) وَفِي نُسْخَة الأَصْل: يشْتَمل، أَي يلتفّ