للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ترتم فِي الْبَحْر الْعَظِيم أَي فِي وَسطه مُقَابلَة للأُفق إِلَّا طلبا مِنْهَا أَن تكون مشابهة للفرائد الَّتِي ينظمها فِي قلائد عطاياه، وَفِيه الترصيع والالتزام وَالْمُبَالغَة وَغَيرهَا (بَحْرٌ) أَي هُوَ بَحر أَي كالبحر، فَهُوَ تَشْبِيه بليغ عِنْد الْجُمْهُور، واستعارة عِنْد السكَّاكي، قَالَه شَيخنَا (عَلى عُذُوبةِ) أَي حلاوة (مائِه) وَفِيه احتراس، لأَنهم قرروا أَن الْجَوَاهِر إِنَّمَا تستخرج من الْبَحْر الْملح (تَملأُ السَّفائنَ) مفعول مقدم وَالْفَاعِل (جَواهِرُه) جمع جَوْهَرَة وَهِي كل حجر يسْتَخْرج مِنْهُ شَيْء ينْتَفع بِهِ، وَكثر اسْتِعْمَاله فِي اللُّؤْلُؤ خاصّةً، وَفِيه مُرَاعَاة النظير (وتُزْهَى) مَجْهُولا أَي تَفْخَر (بالجوَارِي المُنشَآتِ) أَرَادَ بهَا القصائد والأمداح تعبر عَنْهَا كَمَا تعبر عَن الْأَبْكَار يُؤَيّدهُ (مِن بَنَاتِ الخاطرِ) لِأَنَّهَا تتولد وتتكوّن من الخواطر (زَوَاخِرُه) أَي مواد عطاياه الَّتِي هِيَ كالبحر (بَرٌّ) أَي هُوَ برٌّ أوردهُ على جِهَة التورية وَالْإِيهَام بِمَا يُقَابل الْبَحْر لذكره فِي مُقَابلَته (سالَ) أَي جرى، وَفِيه إِيهَام لطيف (طِلاعَ الأرضِ) أَي مِلأها (أَوْدِيَةُ جُودِهِ) أَي جوده الْجَارِي كالأَوْدِيَة (وَلم يَرْضَ) أَي الْبر الَّذِي سَالَ جوده (للمُجْتَدِي) أَي السَّائِل (نَهْرا) بِفَتْح فَسُكُون أَي منعا وزجراً وطرداً، امتثالاً لقَوْله تَعَالَى {وَأما السَّائِل فَلَا تنهر} (وطَامِي) أَي ممتلئ (عُبَابِ) بِالضَّمِّ مُعظم السَّيْل، وَسَيَأْتِي (الكَرَم) أَي الْجُود (يُجَارِي) أَي يبارِي (نَدَاهُ) عطاؤُه (الرَّافِدَيْنِ) تَثْنِيَة رافِد، وهما دِجْلة والفُرات (وبَهْرا) بِفَتْح فَسُكُون أَي ويَبْهرهما بَهْرًا، أَي يغلبهما. وَجعل قَاضِي كجرات الرافدين جمع رافد، وَهُوَ غلط، وَيجوز أَن يُقَال إِن بهرًا مَعْنَاهُ تعساً وقُبحاً، يُقَال بَهْرًا لَهُ، ردًّا لما يُتَوَهَّمُ بِالسُّكُوتِ من أَنَّهُمَا يَقدِرانِ على المجاراة، لِأَنَّهَا تكون من الطَّرفَيْنِ، فتدارك ذَلِك الْإِيهَام، يَعْنِي أَن نداه يجارِي الرافدينِ أَي دجلة والفرات، وَيُقَال لَهما بَهْرًا لَكمَا، أَي تعساً، كَيفَ تقدران على المجاراة، قَالَه شَيخنَا، وَفِيه الجناس