للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(و) أمرهم بـ (ترك التشاحن) من الشحناء وهي العداوة (١) لأنها تحمل على المعصية والبهت (٢) وتمنع نزول الخير (٣) لقوله عليه الصلاة والسلام «خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت» (٤) (و) أمرهم بـ (الصيام) لأنه وسيلة إلى نزول الغيث (٥) ولحديث «دعوة الصائم لا ترد» (٦) (و) أمرهم بـ (الصدقة) لأنها متضمنة للرحمة (٧) .


(١) امتلأت منها النفس، وتشاحنوا تباغضوا، والمشاحن العدو المباغض، شديد العداوة، والعداوة الخصومة والمباعدة، والعدو ضد الصديق.
(٢) أي الكذب والافتراء، وتوجب غضب الرب جل وعلا.
(٣) من مطر وبركة ورحمة وغيرها.
(٤) يعني رفع علم تعيينها في يوم مخصوص، وهو صريح في أنه تقدم له علمها، والرجلان اللذان تلاحيا قيل: هما عبد الله بن أبي حدرد، وكعب بن مالك.
(٥) لما في الصيام من كسر الشهوة، والتذلل للرب تبارك وتعالى.
وقال جماعة ثلاثة أيام، يخرجون في اليوم الآخر منها، ولا يلزم بأمره مع وجوب طاعته، لأنه سنة وطاعته إنما تجب في الطاعة، وفي السياسة والتدبير والأمور المجتهد فيها من مصالح العامة، وما هنا ليس كذلك، وتسن في المسنون، وتكره في المكروه.
(٦) أي فعسى أن تقبل دعوته، وذكر ابن تميم وغيره الصدقة، ولم يذكر الصوم، والصيام لم يشرع له، والعبادة مبناها على التوقيف، وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع فحيث ترك في عصر النبوة فتركه هو السنة.
(٧) المفضية إلى رحمتهم بنزول الغيث، وحكاه الجزولي اتفاقًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>