كتاب حاشية الروض المربع لابن قاسم

* - الاستثناء في اليمين والتفصيل في أحكام الحنث - ج: 7 - ص: 472

(ومن قال في يمين مكفرة) أي تدخلها الكفارة، كيمين بالله تعالى (١) ونذر وظهار (إن شاء الله، لم يحنث) في يمينه (٢) فعل أو ترك إن قصد المشيئة (٣) واتصلت بيمينه، لفظا أو حكما (٤) لقوله عليه الصلاة والسلام «من حلف فقال إن شاء الله لم يحنث» رواه أحمد وغيره (٥) (ويسن الحنث في اليمين إذا كان) الحنث (خيرا (٦)) .

---

(١) أو صفة من صفاته: إن شاء الله، لم يحنث.
(٢) قدم الاستثناء، أو أخره.
(٣) أي: إن قصد تعليق الفعل، على مشيئة الله وإرادته، بخلاف من قاله تبركا، أو سبق لسانه بلا قصد.
(٤) كقطع بنفس أو سعال، أو عطاس، أو قيء أو تثاؤب، وعنه: ينفعه الاستثناء وإن لم يرده إلا بعد الفراغ، حتى لو قال له بعض الحاضرين: قال إن شاء الله، نفعه قال الشيخ: وهو مذهب أحمد الذي عليه متقدموا أصحابه، واختيار أبي محمد وغيره، وهو مذهب مالك، وهو الصواب، اهـ ويعتبر نطقة به، فلا ينفعه بالقلب، إلا من مظلوم كمتأول.
(٥) فرواه النسائي والترمذي وحسنه، وقال: رواه غير واحد عن ابن عمر مرفوعا، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم، من الصحابة وغيرهم، ولأنه متى قال: لأفعلن إن شاء الله فقد علمنا أنه متى شاء الله فعل، ومتى لم يفعل لم يشأ الله.
(٦) لقوله صلى الله عليه وسلم «ماحلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها، إلا أتيت الذي هو خير، وكفرت عن يميني» وقال: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه.