للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفتتح بالصفا، ويختم بالمروة (١) ويجب استيعاب ما بينهما في كل مرة (٢) فيلصق عقبه بأصلهما إن لم يرقهما (٣) فإن ترك مما بينهما شيئًا ولو دون ذراع، لم يصح سعيه (٤) (فإن بدأ بالمروة سقط الشوط الأول) فلا يحتسبه (٥) .


(١) أي يفتتح سعيه بالصفا لقوله صلى الله عليه وسلم «ابدءوا بما بدأ الله به» وهو قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} فبدأ تعالى بالصفا، ولا يبدأ إلا بالأهم، وعن ابن عباس أنه قرأ الآية: وقال: نبدأ بالصفا، اتبعوا القرآن، فما بدأ به القرآن فابدءوا به، ويختم بالمروة، لقول جابر: فلما كان آخر طوافه يعني عند المروة قال: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، ولجعلتها عمرة» .
(٢) فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم رقى الصفا والمروة.
(٣) أي أصل الصفا والمروة، بأول الدرج، والراكب يفعل ذلك بدابته.
(٤) لتركه جزءا من المسعى الذي يجب استيعابه بالسعي.
(٥) لمخالفة فعل النبي صلى الله عليه وسلم المستفيض عنه، ولأمره صلى الله عليه وسلم بالبداءة بالصفا، كما رواه النسائي وغيره، أنه قال: «ابدءوا بما بدأ الله به» وعن جابر «نبدأ بما بدأ الله به» فبدأ بالصفا، وقرأ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} بيانا لمراد الله، وتقريرا وصححه الترمذي، وقال: والعمل على هذا عند أهل العلم، أنه يبدأ بالصفا قبل المروة، فإن بدأ بالمروة قبل الصفا لم يجزئه، وبدأ بالصفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>