للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن ذكروا مظلمة أزالها (١) وإن ادعوا شبهة كشفها) (٢) لقوله تعالى: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (٣) والإصلاح إنما يكون بذلك (٤) فإن كان ما ينقمون منه، مما لا يحل، أزاله (٥) وإن كان حلالا،

لكن التبس عليهم، فاعتقدوا أنه مخالف للحق، بين لهم دليله، وأظهر لهم وجهه (٦) (فإن فاءوا) أي رجعوا عن البغي وطلب القتال، تركهم (٧) .


(١) لإن إزالة المظلمة، وسيلة إلى الصلح المأمور به.
(٢) ليرجعوا إلى الحق، وذلك هو المطلوب، بل لا يجوز له قتالهم قبل ذلك إلا ان يخاف شرهم، كما تقدم.
(٣) وأول الآية: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} .
(٤) أي بإزالة المظلمة إن كانت، أو كشف الشبهة.
(٥) ليرجعوا إلى الطاعة، وهو المقصود.
(٦) كما فعل علي رضي الله عنه، فإنه بعث ابن عباس إلى الخوارج، لما تظاهروا بالعبادة والخشوع، وحمل المصاحف، ليسألهم عن سبب خروجهم وبين لهم الحجة التي تمسكوا بها.
(٧) فإذا أبوا الرجوع، وعظهم وخوفهم القتال، لأن المقصود كف شرهم لا قتلهم، فإذا أمكن بمجرد القول كان أولى من القتال، لما فيه من الضرر بالفريقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>