للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهمم جمع همة بفتح الهاء وكسرها، يقال هممت بالشيء إذا أردته (١) (والأسباب) جمع سبب وهو ما يتوصل به إلى المقصود (٢) (المثبطة) أي الشاغلة (٣) (عن نيل) أي إدراك (المراد) أي المقصود (قد كثرت) لسبق القضاء بأنه «لا يأتي عليكم زمان إلا وما بعده شر منه حتى تلقوا ربكم» (٤) (و) هذا المختصر (مع صغر حجمه حوى) أي جمع (ما يغني عن التطويل) (٥) .


(١) بفتح التاء، فإن فسر بأي فبالضم قال بعضهم.

إذا كنيت بأي فعلاً تفسره ... فضم تاءك فيه ضم معترف
وإن تكون بإذا يومًا تفسره ... ففتحك التاء أمر غير مختلف

(٢) وقال في النهاية: وأصله من السبب: وهو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء ثم استعير لكل ما يتوصل به إلى الشيء.
(٣) وقيل المقعدة: وهو أولى قال بعض أهل العلم: ازدحام العلوم مضلة أفهام.
(٤) رواه البخاري وغيره، والمراد القضاء الكوني القدري، لا الشرعي الديني فإنه سبحانه يريد الخير ويأمر به، ولم يأمر بالشر بل نهى عنه، ولم يرضه دينا، وشرعا، وإن كان مريدا له خلقا وقدرا، بل أرسل الرسل وأنزل الكتب، إعذارا وإنذارا، {لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} .
(٥) حجم الشيء ضخامته وجيده، وملمسه الناتئ تحت يدك، وفي الحديث «لا يصف حجم عظامها» والتطويل مصدر طول الشيء جعله طويلا، أي ما يغني عن جعل اللفظ زائدا على أصل المراد، لا لفائدة، فهو كتاب صغر حجمه وكثر علمه، وجمع فأوعى، وفاق أضرابه جنسا ونوعا، لم تسمح قريحة بمثاله، ولم ينسج ناسج على منواله.

<<  <  ج: ص:  >  >>