الدولة السلفية (الوهابية) تمتد من حلب شمالًا إلى المحيط الهندى جنوبا ومن الخليج والحدود العراقية شرقًا إلى البحر الأحمر غربًا. لقد أصبح الخطر السلفى (الوهابى) خطرًا داهمًا لا يمكن للدولة العثمانية السكوت عليه فكلفت والى مصر محمد على باشا بالتعامل مع هذه الحركة واستطاع جيش محمد على بقيادة ابنه طوسون من الاستيلاء على المدينة المنورة سنة ١٨١٢ م بعد جهد جهيد كما استعاد مكة فى العام التالى، وتولى محمد على نفسه قيادة جيوشه فى النصف الثانى من سنة ١٨١٣ م وواجه هزيمة منكرة لم ينقذه من عواقبها إلّا موت سعود فى أول مايو سنة ١٨١٤ م فخلفه ابنه عبد اللَّه، ووجد طوسون الذى عينه محمد على قائدًا لقواته ضرورة عقد اتفاق مع عبد اللَّه، لكن ذلك لم يعجب محمد على فأعد حملة جديدة سنة ١٨١٦ م بقيادة إبراهيم باشا فاستولى على الدرعية وقبض على عبد اللَّه وأرسله إلى استانبول حيث أعدم هناك، وبذلك انتهت الدولة السعودية الأولى.
[الدولة السعودية (السلفية) بعد رحيل إبراهيم باشا]
لم تنته الدعوة السلفية خاصة فى نجد رغم قسوة الهزائم التى ألحقتها جيوش محمد على بأصحابها، فقد استطاع تركى أن ينظم السلفيين ويعيد تأسيس مجتمعهم سنة ١٨٢١ م، وفى ١٨٣٣ م كان كل الساحل الغربى للخليج يعترف بسلطانه ويدفع الزكاة، لكن جرى اغتيال الأمير تركى على يد أحد المنافسين له وكان ابنه فيصل منشغلا فى إخماد ثورة داخلية بالاحساء وتمكن فيصل بن تركى من التغلب على قاتل أبيه، وكان قد تلقى مساعدة من عبد اللَّه بن رشيد فكافأه بتعيينه أميرًا على حائل (١).
[انتشار الفكر السلفى (الوهابى) خارج الجزيرة العربية]
دخلت الأفكار السلفية التوحيدية (الوهابية) للهند على يد سيد أحمد من مقاطعة راى باريلى Rai Bareli المولود سنة ١٧٨٦ م، وقد أمن أحمد بالتوحيد
(١) عن هذا الموضوع يمكن للقارئ مراجعة مبحث الدكتور عبد اللَّه العثيمين عن إمارة آل الرشيد. [المترجم]