عاصر أحداث الثورة المصرية سنة ١٩١٩ م، وما تلاها من صراع بين الشعب ومستعمريه وحكامه، وقاد مسيرة الأزهر فى خضم تلك الأحداث حتى لقى ربه سنة ١٣٤٦ هـ (١٩٢٧ م). استصدر قانونا فى سنة ١٩٢٣ م تقدم به خطوة نحو الإصلاح، يتضمن:
١ - خفض كل مرحلة من مراحل التعليم بالأزهر إلى أربع سنوات. ٢ - إنشاء أقسام للتخصص فى التفسير والحديث والفقه والأصول والنحو والصرف والبلاغة والأدب والتوحيد والمنطق، والتاريخ والأخلاق. ويلتحق بها من يحصل على العالية. ٣ - تأليف لجنة لإصلاح التعليم فى الأزهر انتهت إلى وجوب تدريس العلوم الرياضية التى تدرس بالمدارس المدنية. منح اسمه وسام العلوم والفنون من الطَّبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر.
من آثاره العلمية: الطراز الحديث فى فن مصطلح الحديث. حاشية على شرح العضد فى أصول الفقه. كتاب تحقيقات شريفة.
[الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغى]
ولد بالمراغة، من مراكز سوهاج، سنة ١٢٩٨ هـ (١٨٨١ م). حفظ القرآن الكريم، ثم حضر إلى الأزهر فتلقى علومه على كبار علمائه مثل الشيخ محمد عبده، وقد تأثر به وأفاد منه علما ومنهجا فى الإصلاح. اتسم الشيخ المراغى بسعة الأفق، ولم يكن يكتفى بدراسة الكتب، بل جعل يقبل على كل مصادر المعرفة. بعد أن حصل على العالمية سنة ١٩٠٤ م عمل بالقضاء فى السودان، ثم تدرج فى المناصب حتى عين رئيسا للمحكمة الشرعية العليا سنة ١٩٢٣ م، ثم عين شيخًا للأزهر ١٩٢٨ م واستقال عام ١٩٢٩ م، ثم عاد إلى المشيخة مرة ثانية عام ١٩٣٥ م، وبقى بها حتى وفاته سنة ١٩٤٥ م. كان مولعا بالإصلاح فى كل مجال عمل فيه؛ ففى حقل القضاء شكل لجنة لتنظيم لائحة الأحوال الشخصية برياسته، ولم يتقيد بمذهب أبى حنيفة كما كان المتبع آنذاك، وكان فى هذا متأثراً بنزعة شيخه الأستاذ الإمام محمد عبده. تزعم الدعوة إلى فتح باب