وقد أورد ديبو وكوبولانى أثباتا بزواياهم فى بلاد الجزائر ووصفا انتشارهم فى مراكش (Confreries).
وقد أسس الطريقة الزيانية محمد ابن عبد الرحمن بن أبى زيان المتوفى سنة ١١٤٥ هـ (١٧٣٣ م)، ونشركور JA. Cour فى R.M.M (جـ ١٢، ص ٣٦٠ - ٣٧٩، ٥٧١ - ٥٩٠) بالفرنسية مقتطفات من مخطوط الترجمة لهذه الطريقة عنوانه "طهارة الأنفس والأرواح الجسمانية فى الطريقة الزيانية الشاذلية"، وهذا المخطوط نفسه موجز لكتاب أقدم منه، وهو جوهرة يسجل كرامات مشايخ الطريقة، على أنه يزودنا بتفصيلات خاصة تكمل ما جمعه رن (Marabouts et Khouan: A- Rinn، ١٨٨٤ م، ص ٤٠٨ - ٤١٥) وقد ولد محمد رأس هذه الطريقة فى ثاثا بالقرب من قناذى (جنوب شرقى فجوج من أعمال مراكش) ودرس هو وسيدى مبارك بن عزَّة فى سجلماسة، فلما توفى مبارك شخص محمد إلى فاس حيث درس ثمانى سنوات على محمد بن عبد القادر الفاسى المتوفى سنة ١١٠٦ هـ (١٧٠٤ م)، وأحمد بن الحاج المتوفى عام ١١٠٩ هـ (١٦٩٧ م) وغيرهما. ويقول رن إن الأمبراطور طرده من فاس بتهمة السحر، ففر إلى تافيلالت حيث أدخله مقدم الناصرية الشاذلية فى الطريقة، ثم حج إلى مكة، وأقام بعد عودته فى قناذى وأنشأ فيها زاوية. وادخل محمد بعض التعديلات على شعائر الشاذلية وذاع أمر ولايته، زد على ذلك أنه ينسب إليه حفر بعض الآبار، كما نظم شئون الرى. وأشهر كراماته التى قررت مصير جماعته هى قضاؤه على اللصوص. وقد اجتذبت شهرته ومواهبه كثيرًا من الزوار، وهؤلاء أنشاوا موقعا زاهرا. وكان شأن غيره من أصحاب الطرق المسلمين رب أسرة، وقد خلف مشيخة الطريقة لابنه.